تاريخ النشر: 01/01/1982
الناشر: الفهرست للنشر
نبذة نيل وفرات:"الفهرست" مجلة فصلية متخصصة، أرادت لنفسها أولاً، منذ البداية، أن ترتقي بعملها إلى مستوى دليل منهجي سهل الاستعمال ولا غنى عنه بالنسبة إلى العاملين في البحوث أياً كان حقل اختصاصهم، وتالياً أن تساهم في نشر أدوات البحث العلمي في المنطقة، وفي سدّ ثغرة مهمة في المكتبة العربية والإسلامية العلمية ...العاصرة. لذلك كان عليها أيضاً أن تستنير بضوء منهج عام يرى في الدوريات العلمية المتخصصة "نواة صلبة" للائحة المصادر، إلى جانب دائرة اهتمام ثانية تركز على الدوريات المتميزة أو ذات المستوى.
وانطلاقاً من الوظيفة والنهج المحددين، منذ تركزت جهود الفريق العامل على استخدام الوسائل والإمكانات المتاحة لتوسع دائرة مصادر المجلة، بحيث تأتي متوازنة في شمولها البلاد العربية، من ناحية، وتغطي بعض الدوريات العلمية المتخصصة الصادرة في المشرق والمغرب وشبه الجزيرة، من ناحية أخرى.
مما يضفي عليها طابعاً تمثيلياً على ضوء هذه الأداة، ويجعلها تعكس واقع الإنتاج الفكري والثقافي السائد. وما سنحاوله في هذه العجالة هو إلقاء الضوء على نقاط رئيسة في هذه التجربة ووضعها أمام كل من استخدم "الفهرست"، من موثقين ومكتبيين ومسؤولين... وكل من أتيحت له فرصة الاطلاع على هذا العمل تعميماً للفائدة وسعياً للمشورة والحصول على أفكار لإكمال المسيرة.
و"الفهرست" كما أسلفنا، بدأت على أيدي مجموعة من المثقفين والعاملين في حقل التوثيق والصحافة، وقد انطلقت مسؤوليتهم من تحديد مصطلح "الضبط الببليوغرافي" وهو العمل على تحليل مضمون أوعية المعلومات من كتب ودوريات ونشرات وتحديدها بما يمكن الباحثين من الرجوع إليها مقنتة في أشكال تتراوح بين كشافات ومستخلصات وقوائم ببليوغرافية، وفهارس ومكتبات.
ونظراً إلى كون الكتب تحظى من الدول العربية باهتمام يفوق الاهتمام بالدوريات إلى حدّ كبير، انصبّ الاهتمام على الأخيرة كونها المطبوعات الأكثر تعبيراً عن مشكلات المجتمع، والأقدر على تغطيتها والتعاطي معها ومجاراتها في أدق التفاصيل. وتناولها في فترات متقاربة ومن وجهات نظر مختلفة. لهذا غدا العمل على تخزين محتويات هذه الدوريات للعودة إليها كلما دعت الحاجة، أمراً ضرورياً يتميز عن تكشف الكتب وفهرستها، تلك المطبوعات التي لا تتمتع بمرونة الدوريات، سواء من جهة مواقيت الصدور أو من جهة تنوع الموضوع.
وانسجاماً مع هذا الواقع تحاول "الفهرست" تغطية محتويات الدوريات العربية شاملة بمختلف مواضيعها ووتيرة صدورها طامحة بذلك إلى أن تكون كشافاً عاماً غير متخصص ولكنه متوازن موضوعياً وجغرافياً. وبذلك تكون "الفهرست" قد آثرت استبعاد الصحف اليومية والأسبوعية التي تصدر في أقل من شهر لكثرة أعدادها والتضخم الذي تحدثه بالتالي إذا أدرجت للتكشيف. وتقتصر "الفهرست" في هذا السياق، على الدوريات الناطقة باللغة العربية لسببين؛ أولاً: هو أن الدوريات الصادرة باللغات الأخرى لها كشافاتها الخاصة، والتي يعود بعضها إلى بدايات القرن الحالي، والثاني: هو أن الدوريات العربية تفتقد إلى كشاف يؤدي هذه المهمة للباحث. إقرأ المزيد