تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: المكتبة البولسية لبنان
نبذة نيل وفرات:من المهد إلى اللّحد، جان فانييه رافق الإنسان... لم يتخلّ عن الكائن البشري لحظة... نفذ إلى أعماق النفس الإنسانية.. شاهد، راقب، درس وحلّل. الإنسان أضحى شغله الشاغل وهمّه الأكبر، تعابير وجه الإنسان تنبئ عمّا في النفس، الإشارات وحركات الأعضاء تشير إلى ما في القلب... تفسير لكل وضع، وعلاج لكل ...حالة...
"جان فانييه" لم ير حالة ميؤوسة، فلكل ضعف نفسي أو فيزيولوجي، لكل مرض، ولكلّ إعاقة، علاج ودواء...
"جان فانييه" إنسان قبل كل شيء، معلّم، مدرّب، فيلسوف، عالم نفساني، لذلك جاء كتابه بمثابة مجموعة دروس إنسانية، عاطفية، تربوية ونفسية... يلبي حاجة الناس على اختلاف أوضاعهم، مشاربهم، ثقافاتهم وعلومهم... كل يغرف منه ما يناسبه، ليس من إنسان يقرأ هذا الكتاب إلا ويجد نفسه أمام حالة شبيهة به.
حياة "جان فانييه" لم تكن عادية ولا مألوفة... بل هي سلسلة من التجارب والخبرات في أعمقا الإنسان، في حياته وفي المجتمعات والمؤسسات، أفاد منها ووضع نفسه في خدمتها.
لم يحتفظ بها لذاته، بل أرادها -بكتابه هذا- دروساً وتوجيهات، إذ وضع تجاربه الشخصية التاريخية على مدى عمره في أيدي القارئ، فأتت تلفت، تنبه، تعلم وتدرب، بل نفذت إلى قلب المهتم وإلى فكره.
"جان فانييه" يتصف بتواضع العالم. فلم يتردد بالاعتراف بجهله في بعض الأمور، وفي بعض الأحيان... وهل من يعترف بالجهل سوى العالم؟
إن كان المؤلف هذا، نوعاً من سرد لقصة حياة "جان فانييه": طفولته، علاقته بأبيه، تعلمه، اختياره للمهنة التي رغب، عمله في "السفينة" التي أنشأ، وعطائه المستمر، فقد جاء مدرسة تعلّم الإيمان، وتبين تأثيره على الحياة اليومية، وارتباطه بالعاطفة الإنسانية وبالعمل الفعال.. لقد قدّم لنا من جهة ثانية الأمثلة الكثيرة التي عاشها، وراح يستشهد بآيات من الإنجيل المقدس، وبأقوال مأثورة للسيد المسيح، وبآراء لكتاب مشهورين ولعظماء الفلاسفة، جعلهم جميعاً قدوة له.
كتاب "جان فانييه": "كل إنسان تاريخ مقدّس" يحوي بين دفتيه دروساً في التسامح، في المغفرة، في التواضع، في نسيان الذات وفي الغيرية والاهتمام بالآخر.. يعتمد على المحبة الخالصة المنزهة عن المصلحة.. وعلى التعامل الإنساني الذي يحقق الشركة الروحية السامية ويحول دون الخلاف مع الآخر. إقرأ المزيد