تيارات الإسلام السياسي السني في لبنان - العدد 36
(0)    
المرتبة: 271,415
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: المركز العربي للمعلومات
نبذة نيل وفرات:بين السادس من شباط (فبراير) والخامس وعشر منه نشرت "السفير" سلسلة من التحقيقات عن التيارات السياسية للأحزاب السياسية السنية في لبنان. تناول هذه التحقيقات تباعاً ما يشاع حول خلايا لتنظيم القاعدة في لبنان، عصبة الأنصار في مخيم عين الحلوة، طرابلس وتياراتها بما فيها مجموعة الضنية، حركة التوحيد الإسلامية، المجموعة ...الأصولية في القرعون –البقاع الغربي، قراءة إسلامية للتيارات هذه، التقليدي منه والمستحدث لكل من الشيخ ماهر حمود في صيدا ونائب أمين عام الجماعة الإسلامية د.علي الشيخ عمار. وختاماً قراءة للحركة من خارجها تولاها كل من د.شوكت إشتي، د.خالد زيادة، د.أحمد موصللي والمحامي رشيد درباس.
لم تنطلق "السفير" في قراءتها لهذه التيارات من ذلك الموقف الإعلامي الذي تطلقه الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الاستخباراتية والإعلامية، لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، بقدر ما حاولت فهم هذه الظاهرة التي تشغل العالم الإسلامي وكذلك الدول التي يتمتع فيها الإسلاميون من خلال الجاليات بوجود وازن. وبديهي أن ترى "السفير" في النمو العددي لهذه الظاهرة أمراً طبيعياً ويمكن إدراكه على ضوء جملة عوامل متداخلة مع بعضها بعضاً. في مقدمها تراجم الفكر النهضوي-التحديثي الذي عرفته المنطقة العربية والإسلامية منذ مطالع القرن الماضي، وما أصاب محاولاته من هزيمة على يد كل من قوى الاستعمارين القديم والحديث، وكانت ذروته في الخامس من حزيران العام 1967. وفي مسار هذا التراجم أصيب الفكر القومي والتقدمي بهزيمة قاسية كانت أبرز تجلياتها احتلال العاصمة اللبنانية بيروت على يد جيش الغزو الإسرائيلي في العام 1982. أكثر من ذلك جاء انهيار الاتحاد السوفياتي ومعه المنظومة الاشتراكية ليضفيا على التوجه نحو الدين مزيداً من الاندفاع، لا سيما وأن هذه التيارات اعتبرت نفسها المنتصرة الأولى في هذا الانهيار، الذي كانت هزيمته في أفغانستان بفعل مشاركتها قتالياً، في الإدارة كانت أمريكا والتمويل والتسهيلات عربية، التي وجدت في "الجهاد" فرصة لتفريغ شحنات من التوتر في مجتمعاتها.
وهذا الملق من "معلومات" الذي تقدمه السفير يمثل خطوة متقدمة نحو قراءة متنورة لهذه الظاهرة، من خلال الدخول إلى أعماقها ورؤيتها بتقاطعاتها الداخلية والإقليمية والدولية، مع تبيان حجمها الحقيقي الذي لا تنفع المبالغة في تضخيمه، مما يتم اللجوء إلى نشره على شبكات البث بأنواعها. والذي يجعل من مجموعات صغيرة معزولة اجتماعياً، قوة بيولوجية أو كيمائية أو نووية حتى. إن هذا التضخيم الذي تعتمده الولايات المتحدة يستهدف في جانب منه تسويغ نشرها قواتها على امتداد الأرض العربية والإسلامية لمحاربة "قوى الإرهاب" على حد وصفها، مع ربط هذه القوى بمن تشاء من الأنظمة، كما فعلت مؤخراً عبر تقرير بازل إلى مجلس الأمن الدولي عندما تحدث عن علاقة بين القاعدة والسلطة العراقية، والبديهي أن الملف الذي تقدمه "السفير" لم يستهدف تبرئة بعض هذه المجموعات، ولا كذلك تبرئة الأنظمة العربية العاجزة عن اعتماد المبادرات السياسية وغيرها نصرة للعراق وفلسطين.. وبالطبع الولايات المتحدة الأميركية التي تتحرك تحت غطاء نظري فيما المصالح النفطية والاستراتيجية هي الأكثر جلاء. إقرأ المزيد