تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: شركة الأعلمي للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:ليس أحد من عباقرة العالم وعظمائه أعظم فائدة على الإنسانية، ولا أكثر عطاء لها من الإمام جعفر الصادق عليه السلام، فقد فتح هذا الإمام آفاقاً مشرقة من المعارف والعلوم ساهمت مساهمة إيجابية في صنع الحضارة الإنسانية، وتطور وسائلها في جميع المجالات. لقد اتسعت علوم الإمام ومعارفه فشملت أسرار الكون، ...ومظاهر الوجود وتعددت إلى الفضاء الخارجي، وسكان الكوالي، وغير ذلك مما يثير الدهشة، ونعرض لبعض علوم التي ملأت الدنيا –على مد تعبير الجاحظ- من بعض هذه العلوم علومه الطبية.
عني الإمام الصادق، عناية بالغة في علوم الطب، وأقام له مدرسة خاصة وهي أول مدرسة تؤسس في الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وكان عليه السلام، يلقي دروساً في هذا العلم استفاد منها كثير من الأطباء والباحثين والمرضى في القرنين الثالث والرابع، وكان من بين محاضراته التي انتفع بها الأطباء بعد وفاته، نظريته في إمكان تنشيط الدورة الدموية عند حدوث سكة مفاجئة، أ, توقف مؤقت حتى ولو ظهرت على المريض إمارات الموت، وذلك بقطع وريد بين أصابع يده اليسرى لإسالة الدم منه، فإن ذلك يوجب إعادة الحياة إلى المريض.
قد يتساءل شخص ما هي الغاية من كتابة وشرح هذه البحوث الطبية، وقد مضى ما يزيد عليها أعواماً عديدة، فما هي الغاية من ذلك؟ ونحن الآن في عصر العلم والتقدم والتقنية الحديثة. بالطبع لا يمكننا أن ندعي: أن صياغة هذا الكتاب وأمثاله يقصد منها كشف دواء مجهول، أو تشخيص مرض مجهول فلا يراد منها ذلك، وما يقصد من سرد الأحاديث النبوية الكريمة التداوي والعلاج -وإن كان ذلك ممكناً، بل إن القصد من إجراء أمثال هذه الدراسة هو إظهار إعجازات علمية جديدة لأحاديث نبوية تنطق بصحة الدعوة الإسلامية، والتي تتثبت صدق قول النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام، فيزداد الذين آمنوا هدىً وتقوى ومضياً في طريق الحق، إلى جانب غيرها من البراهين العلمية، القاطعة والأدلة الساطعة.
وإذا ما عدنا لمتن هذا البحث نجد أنه يضم شرحاً لفوائد بعض الأطعمة، والأحاديث التي جاءت فيها والتي تؤكد فائدتها هذا إلى جانب توضيح لخواص هذه الأطعمة العلاجية ولتركيبها التحليلي، والقيمة الغذائية التي تحملها، والاستخدامات الطبية لها كدواء. إقرأ المزيد