سجود الشكر/ مشروعيته وادابه واحكامه مع مقدمة اضافية عن اداب الشكر عند السلف
(0)    
المرتبة: 93,276
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار ابن الجوزي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:قال عز وجل: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم)، جعل الله تعالى النعم نوعاً من الابتلاء والامتحان كما جعل خفاءها وزوالها نوعاً من الابتلاء والامتحان أيضاً، وقد كان لزاماً على العبد الصالح أن يشكر الله -تعالى- في حال ظهور النعم وانتشارها وأن يصبر في حال ...زوالها واضمحلالها، فإن الكل من الله -تعالى- وما نحن إلا عبيده، نواصينا بيده ماض فينا حكمه، عدل فينا قضاؤه يفعل بنا ما يشاء والأمر في هذا كما قال نبي الله سليمان عليه السلام: "قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أن أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم".
وعليه، فإن الشكر لله تعالى مما يقيد النعم الموجودة ويديمها، ويعيد النعم المفقودة ويزيدها، ويدفع النقم القادمة ويذهبها، ولا بد للعبد الصالح من إدامة شكره لربه واعترافه بجميل عطائه وعظيم لطفه.
قال الله عز وجل: "وإذا تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد".
قال قتادة: "حق على الله أن يعطي من سأله، ويزيد من شكره، والله منعم يحب الشاكرين، فاشكروا لله نعمه".
"والخلق -حقيقة- لم يصروا عن شكر النعمة إلا للجهل والغفلة، فإنهم منعوا ذلك عن معرفة النعم ولا يتصور شكر النعمة إلا بعد معرفتها".
ولهذا قال نبي الله سليمان عليه السلام: "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين".
وقوله: أوزعني، أي: "ألهمني أن أشكر نعمتك التي مننت بها علي". "وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن أهل الشكر هم المخصصون بمنته عليهم من بين عباده، فقال عز وجل: (وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين).
وقسم الناس إلى شكور وكفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله، وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله، قال عز وجل في الإنسان (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً).
ولذلك فإنه مما ينبغي على العبد الصالح المذعن لربه والخاضع لجلاله وعزه أن يصدق مع الله في الاعتراف بهذه النعم، فكلما ازدادت عليه، وشعر بها، أحدث لله شكراً من العمل الصالح والطاعة والقربة، خوفاً على قلبه من التغير والتقلب إذ أن ترك الشكر والاعتراف بالمنن يفضي إلى كفران النعم وجحدها وهذا من الكبائر التي تستوجب أليم العقوبة وشديد الانتقام نسأل الله العافية.
وبالنظر لأهمية هذه الطاعة، وهي زيادة الشكر تجاه هذه النعم السابغة علينا، لا سيما حال تجددها وزيادتها فقد اعتنى "عمر بن إبراهيم" بأن يجمع في هذه الرسالة شطراً صالحاً من أدلة ذلك مع ما ورد عنهم من الحرص على دوام الشكر والطاعة وجعلتها على ما فيها من الصور الوضاءة مدخلاً لآداب الشكر وأحكامه، كما عرض فيها لأحكام سجدة الشكر بتفصيل وتطويل، مستل من أمهات الكتب الحديثية، والفقهية، مع ضرب الأمثلة من كتب التاريخ، والأدب وغيرها. إقرأ المزيد