تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:صاحب هذا الكتاب هو أبو الفتح عثمان بن جني، عالم في النحو والصرف واللغة والقراءات، كان أبوه رومياً يونانياً، مملوكاً لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي، فهو رومي بالأصل، أزدي بالولاء.
كان يشعر بشيء من النقص بسبب أصله غير العربي، ولكنه كان يفخر بشرف مكانته العلمية التي تعوضه عن شرف ...النسب، ولد ابن جني ونشأ في الموصل، وقد اختلف الدارسون في سنة ولادته، فتراوحت عندهم ما بين 300هــ و 322هــ، والأخيرة هي الأقرب إلى الصواب.
وتوفي في بغداد سنة 392هـ وهو في سن السبعين، وصلى عليه الشريف الرضي ورثاه، وقد نبغ ابن جني مبكراً، وجلس للتدريس في أحد مساجد الموصل يافعاً، وقد مر به أبو علي الفارس، وهو أحد علماء زمانه في العربية وعلومها، توجده يتكلم في مسألة قلب الواو ألفاً في نحو: قال، وقام، فاعترض عليه أبو علي ونبهه إلى الصواب.
فقام من يقره ابن جني وتبع أبا علي حتى نبغ في الصرف، وبلغ في أمره ما بلغ بسبب صحبته الطويلة له، والتي دامت أربعين سنة... وقد أدت رعاية شيخه له والمسألة الصرفية التي كانت مبعث صحبتهما إلى تكوينه تكويناً صرفياً حبله يولع بالصرف والإشتقاق، ويعتبر ذلك رياضة له.
وإلى ذلك، فقد كان ابن جني إماماً في النحو والصرف، واسع الرواية والدراية في اللغة، مولعاً في الإشتقاق والتصريف، فهو رائد نظرية الإشتقاق الأكبر، حيث يوضح العلاقة بين الصوت والمعنى، وله دراسات في الشعر والعروض والقافية والأراجيز، وكان واسع الدرس في فقه اللغة العربية، وبنية الكلمة والأصوات اللغوية، كما كان يحب الشعر، يقوله ويدرّسه، وكان من أتباع المذهب البصري، دون تعصب؛ بل كان يأخذ بالرأي الذي يقتنع به.
وخلاصة القول مع ابن جني هي أنه في الشهرة ووفرة المادة اللغوية ودقتها مع ما فيها من إبتكار وطرافة وإتساع أفق وبراعة أسلوب بحيث لا يحتاج إلى بيان؛ ترك مؤلفات كثيرة، ذكر له ياقوت الحموي في معجمه تسعة وأربعين كتاباً، أهمها وأشهرها كتاب "الخصائص"، "سر صناعة الإعراب"، "اللمع في العربية"، تفسير ديوان "المتنبي الكبير"، "كتاب الألفاظ المهموزة"، "في النوادر"، "التصريف الملوكي"، "المنصف في الشرح"، "تصريف المازني".
وإلى ذلك، فإن كتاب ابن جني هذا "اللمع في العربية" يعالج مسائل النحو والصرف بأسلوب سهل ميسر، يساعد الناشئة والشادي على الإلمام بقواعد النحو والصرف من دون عنت أو عناء، ويعتبر كتاب "اللمع في العربية" هذا واحداً من الكتب التعليمية المبكرة التي وضعها مؤلفوها في القرن الرابع الهجري، بعد أن طغت الكتب النحوية التخصصية المتعمقة التي تبح بالعلل والتحليلات وتباين الآراء، وتتسم بوعورة الأسلوب وغموض العبارات.
من هنا، يمكن القول بأن كتاب "اللمع في العربية" قد تفوق على غيره من الكتب التعليمية التي ظهرت قبيله، وتميز عنها بوضوحه وإيجاز أسلوبه، حتى حلّ محلها في مجالس الدرس إلى أكبر من أربعة قرون بعد وفاة صاحبه.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تم الإعتناء به من خلال عملية التحقيق الذي أزال المحقق فيها ما كان غامضاً من العبارات، وعمد إلى مقابلة النسخ الثلاث التي يمكن من الحصول عليها من مخطوطات "اللمع في العربية" بعضها مع بعض، مشيراً في الهوامش إلى الإختلاف بينها، بالإضافة إلى ذلك قام المحقق بتخريج الآيات القرآنية الكريمة، والشواهد الشعرية.
كما عمد إلى تفسير الكلمات الغامضة فيها، واضعاً الفهارس اللازمة، مغنياً بذلك المكتبة العربية واللغة العربية على وجه الخصوص بهذا الكتاب الذي هو عمدة الدارس والتلميذ في اللغة العربية: نحوهما وتصريفها، ودقائق مسائل قواعدها. إقرأ المزيد