القاموس الجديد الالفبائي: عربي - عربي
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع والطباعة
نبذة نيل وفرات:كان من توصيات "ندوة التربية الأولى لبلدان المغرب العربي" التي انعقدت بتونس من 14 إلى 20 فيفري (شباط) 1964، وشارك فيها مندوبون من ليبيا، والجزائر، والمغرب، وتونس: "أن تسعى البلدان الأربعة إلى وضع قاموس مدرسي عصري، تتوفر فيه الدقة ويسر الاستعمال", ولما انعقدت الندوة الثانية بالجزائر من 25 إلى ...30 أفريل (نيسان) 1967، مثل تونس فيها الأستاذ محمود المسعدي وزير التربية القومية آنذاك، على رأس وفد كان لي الشرف أن أكون أحد أعضائه، فقدمت نماذج من حروف هذا القانون، وضعتها بين أيدي المشاركين في نطاق اللجان المختصة المتفرعة عن الندوة، معرفاً بالمشروع، داعياً على دعمه ودراسته، فلقى من اللجان المتفرعة من الندوة الثانية الموافقة والتشجيع، وتركيز توصية الندوة الأولى.
وقد كانت توصية سنة 1964 دليلاً على أن المربين، والمسؤولين عن قطاع التربية والتعليم في المغرب العربي يحسون بأن هناك حاجة متأكدة إلى مثل هذا القاموس. وكان دعمهم لمشروع "القاموس الجديد" يدل على أنهم رأوا فيه النموذج المنشود الذي يفي بالأغراض التربوية من استعمال المعجم عامة. وصدرت الطبعة الأولى سنة 1979 بعد سنوات طوال من الجهد بالاشتراك مع علي بن هادية، وبلحسن البليش، انصرف خلالها إلى جمع المادة المعجمية من مظان مختلفة، قديمة وحديثة، إذ تنوعت المصادر تنوعاً كسر مفهوم الفصاحة الضيق الذي لا يزال غالباً على بعض الأعمال المعجمية العربية الحديثة، فكان هذا القاموس رابطاً بين القديم والحديث، دالاً على أن العربية لغة متطورة، لا يختص بها مكان بعينه، أو زمان بعينه، وأنها اللغة الحية القادرة على التعبير عن حاجات هذا العصر، مثلما استطاعت أن تعبر عن حاجات العصور السابقة.
اشتمل هذا القاموس على 3137 آية قرآنية و 387 حديثاً نبوياً شريفاً و304 أمثال عربية و1663 بيتاً من الشعر. ولم يقتصر في الشواهد الشعرية على القدامى، بل أورد شواهد من شعر المحدثين أيضاً.
وأدرج في هذا القاموس كذلك، المفردات التي اشتمل عليها الرصيد اللغوي الوظيفي الذي أعدته لجنة مختصة تابعة للهيئة الاستشارية للمغرب العربي في التربية والتعليم، مثلها مندوبون عن كل من: معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بجامعة محمد الخامس بالرباط (المغرب)، ومعهد العلوم اللسانية والصوتية بالجزائر، وقسم اللسانيات بمركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية بتونس.
كما أدرج فيه مجموعة من المصطلحات العلمية والتقنية التي أقرتها المجامع اللغوية العربية، ومؤسسات التعليم العالي التي عنيت بوضع المصطلحات العلمية والفنية في الوطن العربي.
ويظهر التجديد في هذا القاموس أيضاً في المنهج الذي اتبع في تبويب مادته، وترتيب مداخله، وأهمها: أولاً: إخضاع مختلف المداخل الرئيسية في القاموس للترتيب الألفبائي العادي، بحسب تتابع حروف الهجاء فيها. ثانياً: ترتيب الألفاظ المضاعفة الحروف تحت عنوان مادتها، وفي مكانها الطبيعي من الهيكل الألفبائي العام. ثالثاً: جمع شتات الأفعال المزيدة المنتمية لمختلف الحروف. رابعاً: ضبط صيغة الأمر للأفعال، مع ذكر مصادرها، وإثبات المشهور منها. وإثبات الأسماء مجردة من (ال) للمحافظة بتنكيرها على وحدة كيان المادة المرتبة في تلاؤم تام، تم تعريفها عند تحديد شروحها، وذكر أشهر جموعها.
وقد لاقى "القاموس الجديد" منذ صدور طبعته الأولى إقبالاً كبيراً لدى المتعلمين والمربين، فتعددت طبعاته، إذ بلغت التسع، وهذه الطبعة الجديدة هي الطبعة العاشرة التي تمت مراجعتها بصفة موسعة ونقحت تنقيحاً شمل العديد من الملاحظات الإيجابية التي وردت في ما كتب في نقد القاموس في طبعاته السابقة التي كانت كلها إعادة للطبعة الأولى، وبما أدّانا إليه الاجتهاد في النظر إلى مادة هذا القاموس بعد مضي سبع عشرة سنة على صدور طبعته الأولى، وسيلمس القارئ هذا الجهد، في الرصيد اللغوي المجتمع الذي زيد في هذه الطبعة، وجله من المصطلحات العلمية والفنية المعبرة عن مستحدثات من المفاهيم والأشياء، وكذلك في التعديلات الكثيرة المجراة على ترتيب المادة، دون مساس بالمنهج العام الذي أشرنا إليه سابقاً، وعلى تعريف بعض المداخل. إقرأ المزيد