منظمة الشباب الاشتراكي ؛ تجربة مصرية في إعداد القيادات (1963 - 1976)
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:هذه الدراسة عن "تجربة منظمة الشباب الاشتراكي في إعداد القيادات" هي رسالة إلى قيادات الأمة القومية والتقدمية في مختلف الأقطار العربية، أنه لا بديل من إعداد جيل جديد من القيادات الشابة للمواجهة الفعالة للمخاطر التي تهدد الأمة، وإخراج الأمة العربية من مأزقها الراهن الذي لا تبدو له نهاية في ...الأفق المنظور، فمواجهتنا الحالية للتحديات والمخاطر المحيطة بنا لا تمنع خطراً ولا تحول دون الاختراق الأجنبي، وتصدينا لأوضاع التخلف والتجزئة لا يحقق تقدماً يذكر، ولا يقرّب يوم الوحدة العربية المنشودة.
وعلى الرغم من جسامة التضحيات التي قدمتها الشعوب العربية خلال السنوات الثلاثين الماضية، وعلى الرغم مما أبدته أجيالنا المتعاقبة من استعداد للتضحية، وعلى الرغم مما يثبته الشعب الفلسطيني كل يوم من مقدرة فائقة على العيش في أصعب الظروف، إلا أننا لا نحقق إنجازاً يذكر. من هنا، فإننا في أشد الحاجة إلى تجديد الحركة القومية والتقدمية العربية، وضخ دماء جديدة في شرايينها لتبعث فهيا الحيوية، وتزويدها بطاقات متجددة توفر لها الفاعلية.
هذا هو المغزى الحقيقي لدراسة "تجربة منظمة الشباب الاشتراكي في إعداد القيادات" فقد زودت المنظمة المجتمع المصري بجيل جديد من القيادات الشابة بعث الحيوية في منظماته الجماهيرية وجدد حياته السياسة ووفر للبلاد نخبة قيادية جديدة تصدت لسياسات الردة على ثورة 23 تموز/يوليو، بقدر ما تصدت للتوجه نحو الصلح المنفرد مع إسرائيل. وناضلت من أجل ضمان الاستقلال الوطني والتطور الديمقراطي للمجتمع المصري، وكانت أساس حركة جماهيرية مستقلة وتعددية سياسية واعدة على أرض الواقع.
هذه التجربة لا يمكن تكرارها أو استعادتها، فقد كانت نتاجاً لعصرها، ولظروف مصر في الستينيات من القرن العشرين، ولكنها قابلة للاستفادة منها وتمثل أهم دروسها، وفي مقدمتها أن المزاوجة بين التكوين الفكري والتدريب القيادي والإدماج في حركة المجتمع من خلال النشاط السياسي والجماهيري هي القيادات الجديدة: توفر الوعي القائم على المعرفة العلمية، وروح المبادرة الناجمة عن القدرة الحركية، والشعبية التي تصنعها علاقة سليمة بالجماهير.
ولكي تصل هذه الرسالة واضحة إلى قيادات الأمة، فقد حرصت على أن توفر هذه الدراسة أكبر قدر من المعلومات عن التجربة، سواء في تطورها، أو الظروف المحيطة بها، أو برنامجها الفكري والنضالي، وما حققته من نتائج.
وهكذا تكونت دراسته من أثني عشر فصلاً موزعة على أربعة أقسام: يستعرض القسم الأول نشأة المنظمة وتطورها والعوامل التي حكمت مسارها، والنتائج المترتبة على قيامها. ويتناول القسم الثاني: أسلوب المنظمة في إعداد القيادات وتحليل مضمون للبرنامج الفكري موضحاً علاقته بالمشروع القومي لثورة 23 تموز/يوليو. ويقدم القسم الثالث رؤية نقدية وتقييماً لتجربة المنظمة من خلال شهادة مائة شخصية قيادية من أعضاء المنظمة. ويعرض القسم الرابع حصاد تجربة المنظمة متمثلاً في الدور الذي قام به أعضاؤها في مختلف مجالات المجتمع والمواقع القيادية لهم في الحركة الجماهيرية والحياة السياسية وفي أجهزة الدولة والمجتمع. إقرأ المزيد