تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:اهتم العلماء والمربون قديماً وحديثاً اهتماماً كبيراً بالكتابة عن تربية الأولاد ذكوراً وإناثاً، وذلك لبالغ أهمية هذا الموضوع. فمن القديم: كتاب (الدراري في ذكر الذراري) لابن العديم الحلبي عمر بن أحمد المؤرخ المحدث. ومن الحديث: كتاب (جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب) للعلامة الشيخ محمد جمال الدين القاسمي، وهو كتاب ...مليء بالحكم.
وكتاب (مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة) للأستاذ عدنان باحارث، وممن حاز قصب السبق، وكتب في هذا الموضوع من المتأخرين بأسلوب جميل ممتع الأستاذ المربي الفاضل علي فكري من أهل مصر، صاحب المصنفات الكثيرة، والذي كان له اهتمام بارز بالكتابة عن إصلاح أهل مجتمعه-صغاراً وكباراً-وتربيته على الفضائل والكمالات، ومما كتبه في هذا الشأن كتاب (تربية البنات)، وهو كتاب توجيهي تربوي، لطيف الحجم، كبير الفائدة، غزير وفياض بالنصائح والآداب والأخلاق الإسلامية والاجتماعية التي يجب أن تتحلى بها البنت المسلمة الناشئة، والتي عما قريب ستكون أما مربية، مسؤولة عن أسرة كاملة.
ولسان المؤلف في كل ما جمعه في كتابه يقول: "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" تكلم المؤلف في كتابه هذا عن معظم ما يتصل بحياة البنت من ساعة استيقاظها إلى ساعة نومها، وما يتعلق بذلك من الواجبات والآداب الإسلامية والاجتماعية والمدرسية والعلمية والمنزلية، وما عليها من واجبات وآداب تجاه أبيها وأمها وإخوتها وأقاربها وأسرتها جميعاً، وجيرانها والناس أجمعين، وواجباتها في المدرسة نحو معلماتها وزميلاتها، وما يجب عليها في بيتها، وما عليها من آداب عند خروجها من البيت وعند دخولها، وف مشيتها وفي طرقها للباب و...
ولم ينس المؤلف أن يتكلم عما يجب عليها أن تعرفه البنت عن الله خالقها وبارئها جل وعلا، وما يجب عليها من محبته سبحانه وتعظيمه وطاعته، ومحبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وطاعة نبيناً صلى الله عليه وسلم، وما عليها من واجبات دينية. ثم ختم المؤلف كتابه بما يجب عليها نحو الغير عامة حتى مع الحيوانات بالإحسان إليها والرفق بها.
كل ذلك وغيره من الفوائد الكثيرة تجده في الكتاب موزعاً على فصول معنونة، وتحت كل فصل فقرات مرقمة، ليشد الانتباه إليها دون ملل أو سآمة، يذكر فيها الأدب والخلق الذي اختاره وجمعه المؤلف بدقة، حتى تتحلى به البنت المسلمة، وتتجمل بهذه الفضائل التي تكتسبها يوماً بعد يوم، تنمو بنموها حتى تصبح طاقة ورد فواحة بعبيرها، تتعطر الأجيال الذين تربيهم بطيبها وخلقها وآدابها، وتكون قدوة حسنة يحتذي بها.
وقد جاء الكتاب بلغة جيدة، وعبارة سهلة، وأسلوب جميل ممتع بعيد عن الصعوبة والتعقيد، يفيد صغار البنات وكبارهن، مما لا تجده عند كثير ممن كتب في هذا الباب، يذكر الفائدة والنصيحة بأسلوب الخطاب الجذاب. وفي الكتاب من القصص والحكايات الطريفة الهادفة الشائقة، التي توصل معنى الفضائل المطلوب وتقربه إلى إفهامهن بيسر وقبول، فتهديهن إلى محاسن الشيم ومكارم الأخلاق.
وفيه من الأشعار النافعة، والنظم السهل المستعذب، الذي يسهل حفظه على الصغار، ويكون بمثابة أناشيد جميلة ترددها النبات في المدرسة والبيت. والكتاب في توجيهاته وما حواه من آداب وواجبات وفوائد غزيرة، يحتاج إليه كثير من الآباء والأمهات والمربيات والمعلمات والبنات والبنين، ولصلاحية كثير من النصائح لهما معاً، ويستفيد من هذا الخير الجميع-بإذن الله-في التعليم والتوجيه، ويقوم كل بأداء هذا الواجب العظيم، وهو تربية هذه الأجيال وإنشاؤها على الخير والصلاح والفلاح. إقرأ المزيد