التفهيم لاوائل صناعة التنجيم
(0)    
المرتبة: 111,846
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: عالم الكتب الحديث
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذا هو كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم، لأبي الريحان البيروني، جاء بين أيدينا محققاً على وفق المعطيات العلمية المعاصرة حيثما ورد ما يتطابق معها في الكتاب. والذي دفع "محمد باسل الطائي، محمد نايف الدليمي، ندى نايف نجم" إلى تحقيق هذا الكتاب دافعان، أولهما الترجمة الإنكليزية التي وجدها قبالة كل ...صفحة من صفحاته، وتبين له أنها ترجمة للنسخة الفارسية من الكتاب، وليس للنسخة العربية، فبدت الترجمة مختلفة ومضطربة بعض الشيء في كثير من المواطن، وثانيهما ما وجده من تصحيف وتحري وخطأ وعبث في النسخة الخطية.
إن هذا المؤلف يختلف بطبيعته عن المؤلفات الأخرى، سواء كامن لأبي الريحان البيروني نفسه أو لغيره من العلماء، فهو كتاب غريب في بابه، أصيل في معلوماته، وضعه عالم مشهود له بالرصانة العلمية والعقلية النيرة، وضعه على شكل سؤال وجواب، بطلب من إنسانة يبدو أنها عزيزة عليه، يقدرها ويحترمها، وقد ذكرها في المقدمة القصيرة التي قدم بها للكتاب، حين وجد البيروني أن هذا الكتاب لا يحتاج إلى مقدمة مطولة. هذه الإنسانة هي ريحانة بنت الحسن.
وبالعودة لمضمون هذا الكتاب نجد أنه قد جاء محتوياً على 530 خمسمائة وثلاثين فقرة، هي بمثابة أسئلة، كما أسلفنا نقدر أن البيروني هو الذي وضعها، ومن ثم وضع أجوبتها، وهذه الأسئلة تتوزع على مسائل الهندسة والحساب والعدد والفلك والتقاويم والاسطر لابات والتنجيم.
الفصل الأول جاء في الهندسة والعد وهو يتضمن معلومات هندسية ابتدائية كالجسم والأبعاد والسطح والخط والنقطة والزوايا وأنواعها والأشكال الهندسية المختلفة، كما يتطرق إلى علم العدد وتعاريفه وتعريف النسبة بأنواعها والإجراءات الحسابية كالتربيع والتكعيب والتجذير وغير ذلك.
ويشتمل الفصل الثاني "الفلك" على جميع التعريفات الفلكية الولية مبتدئاً بالفلك ومعناه وبيان الجهات والأماكن وكثير من المفردات التفصيلية التي تشكل مادة علم الفلك القديم (علم الهيئة) ويعتبر هذا الفصل من أهم فصول الكتاب، فقد أورد فيه البيروني مفردات كثيرة ذات تماس مع مادة الاختصاص العلمي في نشاطات الرصد الفلكي القديم على الرغم من الإيجاز الذي قدمت به المفردات.
وقد اهتم البيروني بهذا الفصل اهتماماً كبيراً، وعني به عناية دقيقة ليكون مرجعاً لمن يريد التعمق في علم الهيئة. أما الفصل الثالث "التقاويم" فإنه يقدم شيئاً يسيراً عن حسابات التقاويم وسني الأمم وتواريخها، إلا أنه جاء مسهباً في بيان أعياد الأمم، واليهود والنصارى بخاصة، فقد توسع البيروني في شرحها دون أن يكون لذلك ضرورة، خاصة وأنه قدمها في كتابه الآثار الباقية عن القرون الخالية.
كما انضم الفصل الرابع "الأسطرلاب" على معلومات قيمة ودقيقة عن الاسطرلابات صناعة واستخداماً، وبأنواع مختلفة، معززاً ذلك بالرسوم والأشكال، مبيناً التطبيقات العملية للأسطرلاب، كمعرفة أوضاع تركيبه واستخدامه وقياسات الارتفاع، ومعرفة الظل، والماضي من النهار أو الليل، ومعرفة الساعات المستوية والمعوجة، ومعرفة أوقات طلوع الكواكب، وقياس ارتفاع حائط وعرض نهر وعمق بئر وغير ذلك مما له قيمة علمية وعملية لمن يريد استخدام الاسطرلاب فعلاً.
وتخصص الفصل الخامس "بالتنجيم وعلم أحكام النجوم"، وقد اشتمل على كثير من التفاصيل النظرية والعملية لمفردات التنجيم، وقد عمد المؤلف إلى مقارنة مفاهيم ومفردات هذا العلم كما هي عند العرب وغيرهم، وخاصة مات عند الهند، وقد ضمنه الكثير من الجداول التفصيلية التي قد تصل أحياناً إلى حد الملل. وصفوة القول إن هذا الفصل يشكل مع الفصل الثاني صلب مادة الكتاب، وبهما بذل البيروني عناية كبيرة، وبقية فصول الكتاب تعد تبعاً لهما ولا تخلو من فائدة وعلاقة. إقرأ المزيد