تاريخ النشر: 01/08/2004
الناشر: دار العلوم العربية للطباعة والنشر
نبذة المؤلف:ثمة أوراق نثرية وأخرى شعرية وهي قليلة، كتبتها في حقبة زمنية ممتدة من عام 1969 حتى عام 2003 ومخافة أن يتلقفها الفراغ ويطويها النسيان لممتها ثم ضممتها في كتاب أسميته "أوراق شاعر".
أربعة وثلاثون عاماً من العطاء والزمن لا يقاس بالأعوام إذا كانت عجافاً. تسع وستون محطة كشفت فيها أوراقي التسع ...والستين. كل ورقة أتت حاملة معها خواطر وسوانح في أعوام وافرة الغلال.
تباريج وتباريح، أهاريج وتلاويح، شؤون وشجون، وتعددت المسالك منها ما هو سهل ومنها ما هو شائك. وبين التبريج والتبريح، والهزج والتلويح وكان شأن أو شبحاً، أمسكت الأنامل بالقلم وتبدت علائم الكتابة: أوراق شاعر كأوراق مسافر، كلاهما سيان شاعر مسافر أو مسافر شاعر. شاعر جال بين الماضي والحاضر والمستقبل. أخذ من الماضي إشراقه وغروبه، نهاره وليله، فتأرجح بين الشهادة والفداء والتوراة والقرآن ويوحنا والمسيح وصموئيل والعذراء والفاتحة والإمام وهي عناوين لبعض ما جاء في الكتاب.
والأعلام مرت بين قاض وقاص وكاتب وشاعر وباحث وناقد ورسام وموسيقي، وزحلة بين كل هذا بقين اللوحة الجمالية وبقي لبنان الكلمة. الجمال في التنوع ولا غرابة في ذلك شريطة أن يحمل هذا التنوع ما هو طارف وتليد، قديم وجديد، وهنا ما يجمع الماضي بالحاضر والحاضر بالمستقبل ومن ثم قال: ماذا عن كل من الثالوث الزمني أو الأحرى الأزمنة الثلاثة؟
وتبرز العطاءات على مختلف الصعد وفي شتى المجالات فمن هواجس "أنيس" "ولمساته الطاغورية المحببة إلى أنامل" "الوليد" الرشيقة البهية المستطابة، ومن روحانية "الحليم" الصافية النقية الطاهرة إلى بعلبكية "الأديب" الخالدة الرفيعة السامية، ومن حاشية على جرح "بدر الدين" "وسارا" الفتية إلى فروسية "الإمام" وخلقيته العالية وحكمه الجلية.
ومن ورق أدونيس... إلى مطارحات... حنوش "العلمانية، ومن مجدلون "النداف" ولوحتها الريفية إلى أقطاب "إميل..." في السياسة الكبرى العصرية، ومن أطروحة "ليز.. في تاريخ زحلة ونوابغها وسيوفها الأبية إلى "طوني الراسي..." وأفكاره الجبرية والهندسية ثم إلى أسعد و"هند" وتنتهي المسافة الزمنية.
لكنما زمن الشاعر لا نهاية له، فهو كطائر الفينيق يبعث من جديد، وتستمر الآلة في دورانها السرمدي. وجوه تلوح ووجوه تغيب، ويتوقف النهر الآتي من بعيد، نهر الحياة ليصب في مياه بحر الوجود، بحر الخلود، وتبقى الشجرة الخالدة الممتدة الجذور، الباسقة الظلال خضراء خضراء لا يمسها الخريف. وإذا ما شئت أن أبرز بعضهاً من هذه الوجوه الحاضر منها والغائب، فلأننى توخيت من رواء كل هذا أن أكشف مدى إعجابي بها، وخشية أن تفلت من قبضة الشعر على هذه الدنيا. إقرأ المزيد