الوابل الصيب من الكلم الطيب
(0)    
المرتبة: 35,677
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:عندما يعجب المرء بعنوان كتاب ما، فإن ذلك يدفعه إلى التعرف عليه، وعندها يجد نفسه مدفوعاُ لفتحه، والنظر إلى مقدمته وفهرسه. أو إلى أحدهما. فالمقدمة: هي المرشد الذي يأخذ بيدك إلى معالم الموضوع، ونقاطه البارزة. والفهرس: هو الخارطة الإرشادية، التي توضح لك خطة السير، والمقدمة والفهرس هما الغلاف الذي ...يحتضن الموضع، فيبين شكله وحجمه ولونه. وها من مكملات الموضوع ومحسناته.
ولكن السلف الصالح كانوا غالباً ما يضنون بوقتهم أن يشغلوه بالشكل وكانوا يوقرونه للمضمون، وكتاب "الوابل الصيب" الذي نقدمه له، نموذج لهذا الطراز من التأليف فالإمام ابن القيم ألف هذا الكتاب، ولم يضع له مقدمة، كما لم يختمه بفهرس. أما موضوعه فهو ذكر الله تعالى، والدعاء من الذكر. والكتاب -وإن كان ذا موضوع واحد- فإننا نستطيع أن نتبين فيه عند إمعان النظر: أربعة أقسام، لا تخرج عن إطار الموضوع، وكل منها يعالج جانباً من جوانب البحث. وكل قسم منها يعد تمهيداً للذي يليه، ولهذا جاء الموضوع شديد التماسك قوي الترابط، حتى ليصعب على القارئ تحديد الفواصل بين هذه الأقسام إذا استثنينا الرابع منها.
وقد قسم الكتاب إلى أربعة أبواب: فالباب الأول: يعد مدخلاً للبحث وموضوعه العام: سعادة العبد. ويبين المؤلف في هذا القسم أن محور هذه السعادة، هو الذكر، والذكر هنا مطروح بمفهومه العام، الذي غالباً ما يكون بمعنى "التذكر" أو "الحضور الذهبي الدائم".
وفي الباب الثاني شرح المصنف حديث الحارث الأشعري وذلك بعد عرض العلاقة الوثيقة بين الذكر وأصول الإسلام وأركانه. فتحدث في شرح للفقرة المتعلقة بالصلاة، بين أن الصلاة من الذكر. وفي الفقرة المتعلقة بالصوم، ذكر أيضاً أثر الذكر في الصوم. وكذا الأمر في الفقرة المتعلقة بالذكر. ومن خلال استعراض هذا الباب يبين المؤلف العلاقة المتبادلة بين العقيدة والذكر، وكذا بين العبادات والذكر.
وفي الباب الثالث: تحدث المصنف عن فوائد الذكر، وقد ذكر منها ثلاثاً وسبعين فائدة، وقد توسع في الفائدة الرابعة والثلاثين المتعلقة بالأمان. وأفاض وأطال في الحديث عند الفائدة السادسة والثلاثين المبينة أن الذكر نور. وفي الباب الرابع: كان بيان الأذكار مفصلة بحسب الأوقات أو الأحوال، وقد تناول المصنف ذلك في خمسة وسيعين فصلاً.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اهتم "صالح أحمد الشامي" بتحقيقه فاهتم بالمقابلة بين مطبوعتين: أولاهما جاءت ضمن مجموع حوى تسعة كتب، وأخرج تحت عنوان "مجموعة الحديث" وقدم لها "محمد رشيد رضا" وتاريخها 1342هـ، وجعلتها أصلاً لهذا العمل. والثانية: صدرت بتحقيق الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري. وقد نشرتها ووزعتها إدارة البحوث العلمية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية. ولم يذكر فيها تاريخ.
ثم اعتنى ثانياً بتقسيم الكتاب إلى أربعة أبواب وفي كل باب فصول، وذلك دون أن يتغير في النص أو المساس بكلمة واحدة منها. كما قسم النص إلى فقرات تساعد على فهم الموضوع. وإظهار عناصره الرئيسة. وجميع ما أضافته إلى الكتاب من عناوين رئيسة أو فرعية، فقد وضعته بين حاصرتين تمييزاً له.
وأخيراً اهتم بوضع فهرس تفصيلي يبين العناصر الرئيسة في كل فصل. مما يساعد على تصور الهيكل العام للكتاب. وبه تظهر براعة المؤلف في تناول الموضوع وعرضه. إقرأ المزيد