تاريخ النشر: 01/07/2004
الناشر: المركز الإسلامي المعاصر
نبذة نيل وفرات:يكتسب النص قوته ودلالاته عبر تمظهراته ضمن أنماط الخطاب، ذلك أن النص لم يعد بمجرد نسيج لغوي يمنح للمتلقي سلطة تأويله وإعادة إنتاجه، بل على العكس فقد أصبح إشكالية تواجه وتتحدى المتلقي، من خلال انفلاته وتحايله على سلطة تأويل، ولذلك فإنه أصبح هاجساً إشكالياً تواجهه علوم التأويل (الهرمونطيقياً)، وقد ...ساعد ذلك إشكال من المعرفة الجديدة في عصر المعلوماتية، ففي ظل هذه النوعية من أِكال المعرفة، تمكن النص من المرور داخل قنوات الخطاب والإقامة داخلها عبر أجهزة التلفاز، السينما، المسرح، الشعر الرواية...
وكذا مجمل الأنشطة الدعائية في إطار غياب هوية الأجناس الأدبية وتحالفها في شبكة ميتا نصية لا تحيل إلى مقترحات المناهج البنائية التي بشرت بموت المؤلف والعوامل الخارجية، بل المقصود بسلطة النص، وهو تعزيز أنواع من المعرفة تعرض نفسها على المتلقي في إطار استلاب وتدبر وعي هذا المتلقي.
وبدوره فإن النص يخضع لسلطة عليا بما هي سلطة من خلال تجييره لمصالحها في إطار عملية التدبر هذه، بالإضافة إلى أن النص بما أنه يسعى لأن يشتت هوية الأجناس فهو بالتالي يسعى لأن ينفلت عن قيود القوانين عمليات التأويل، وبذلك فإنه يكتسب سلطته في حال الاستسلام لغوايته وعدم محايثته نقدياً وتدبره وإخضاعه لسلطة التأويل.
وانطلاقاً من هذا الفهم العام للنص ولعلاقاته المتشابكة، فقد جاءت فكرة جمع هذه القراءات ضمن كتاب (قضايا النص وإشكالياته... قراءات نقدية في أنماط الخطاب المعاصر) بوصفها قراءات تتعامل مع النص بعموميته وفي إطار تداخله مع أنماط الخطاب الأخرى، وكذلك متابعة تمظهراته ضمن هذه الأنماط كالسينما والفكر والخطاب الأدبي والنقدي.
وهذه المتابعة لا تدعي الإحاطة بمجمل إشكاليات النص ومعالجتها بحساسية تدعي هي أيضاً توافرها على ضمانات واشتراطات نقدية، بقدر ما هي سعي للتنبيه على قدرة النص في الإقامة داخل أنماط الخطاب، وكذلك التنبيه على خطورة هذه الإقامة، وهو دعوة كذلك للتعامل معها بوعي يؤسس بخصوصية بإزاء محاولة الخطاب لإخضاع هذا الوعي إلى سلطته.
وبالتالي، فإن هذا الكتاب الذي هو حصيلة قراءات نقدية نشرت معظمها في صحف ومجلات عربية، ويتحرك على عدة محاور فنية وأدبية وفكرية متشكلة داخل أنماط الخطاب، متوسلاً منهجية من حصيلة الإطلاع على الأدوات النقدية المعاصرة، سعياً لأن يخرج برؤية نقدية مستقلة تؤسس لخصوصيتها عبر نوايا الكشف عن إقامة النص داخل أنماط الخطاب، وبالتالي الكشف عن خطورة هذه الإقامة التي تسعى لأن مؤسس سلطتها عبر إلغاء وعي المتلقي خصوصاً ف يعصر الثورة المعلوماتية التي باتت تطال المتلقي وإن كان محايداً. إقرأ المزيد