إحسان عباس ؛ ناقد بلا ضفاف
(0)    
المرتبة: 358,035
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إذا كان الكلام على الكلام من الصعوبة بمكان، فإن هذه العبارة تغدو أصدق ما تكون حين يتناول دارس جهود إحسان عباس النقدية، فلغة إحسان عباس تستقي من ثقافته المتنوعة وتجربته على فترة متراخية من الزمن، وهي تجربة تمتد في عالم الكتابة فتتشابك خيوط الفكر والإبداع والثقافة والتجربة، فلا يعود ...من الممكن أن تخلّ إلى موادها الأولية البسيطة. وتراث إحسان عباس غزير، متعدد الحقول، وهي حقول متآزرة متداخلة، يصعب أن تعزل فيها النقد عن الدراسات الأدبية أو التاريخية أو الاجتماعية أو الفلسفية؛ لأن شخصية إحسان عباس الطاغية، وذهنه المتوقد دوماً، وذكاءه الحاد تقف وراء كل نقد وتأليف وإبداع. والمتأمل في جهود إحسان عباس النقدية يلحظ أنه يمثل نقطة تحول في حركة النقد الأدبي الحديث، إذ كان، وثلة من جيله، بمثابة ثورة على الاتجاه التقليدي السائد الذي جعل "النص" وسيلة لغايات سياقية مختلفة، تهمل النص إهمالاً يكاد يكون تاماً في الأغلب، ولعلّ إحسان عباس تأثر بالمناخ العام الذي أشاعته حركة النقد الجديد في الدوائر الأكاديمية العربية التي احتفلت بالنص، وأغلقته على ذاته أو كادت. على أن نقد إحسان عباس، مهما تكن المؤثرات والمنابع الثقافية، لم يكن صدى مدرسة أو اتجاه أو منهج بقدر ما كان نتاج رؤيته وتجربته وممارسته، إذ أنه وعند تركيزه على النص لم يقف على قراءته من الداخل، فهو تنبه إلى عناصر أساسية في دراسات البنية ولا سيما الثنائيات والحركات المتنامية المتآزرة، وأفاد من مناهج الدراسات اللغوية ومن مثل الأسلوبية الإحصائية والاجتماعية، والحقول الدلالية، مثلما أفاد من مدرسة التحليل النفسي ولا سيما مدرسة كارل يونغ وتطبيقاتها لدى نقاد الأدب في العصور الأدبية، إذ بدا التحليل النفسي قاسماً مشتركاً في مشروعه النقدي منذ فترة مبكرة.
وبعد فهذا البحث حول الاتجاه النقدي عند إحسان عباس إنما هو محاولة مخلصة للاقتراب من عالم إحسان عباس الإنسان، ومقاربة لمشروعه النقدي، وخطوة في سبيل دراسات عن إحسان عباس الناقد الإنسان، وعن حركة النقد العربي الحديث. إقرأ المزيد