سيكولوجية العلاقة بين مفهوم الذات والاتجاهات
(0)    
المرتبة: 71,314
تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تؤكد النظرية الظاهرية لكارل روجرز في الشخصية على أن لكل فرد حقيقته التي خبرها بشكل فريد متميز؛ وينظر روجرز إلى السلوك بوصفه نتيجة للأحداث المدركة تواً وكما خبرها الفرد فعلاً، ونظراً لأنه لا يوجد شخص مهما حاول يستطيع أن يستوعب تماماً "الإطار المرجعي الداخلي" لإنسان آخر؛ فإن الإنسان ذاته ...لديه أقصى الإمكانيات لإدراك ماذا تعني الحقيقة بالنسبة له، بمعنى أن كل إنسان هو في الحقيقة أكثر الخبراء دراية نفسه ولديه أفضل المعلومات عن ذاته.
والسلوك في رأي روجرز هو أساساً محاولة من الكائن الحي، موجهة نحو هدف لإشباع حاجاته كما يمارسها هو وفي المجال كما يدركه، والتركيز هنا هو على إدراكات الفرد كمحددات لأفعاله، حيث إن الكيفية التي يرى بها الأحداث ويفسرها تحدد الطريقة التي سيستجيب بها إزاءها.
ومن ثم فإن الميل المتوارث في الإنسان هو أن يحقق ذاته بالسلوك الموجه إلى الهدف؛ وعلى ذلك فإن الفرد هو بسبيل تحقيق ذاته ينخرط في عملية تقويمية، فالخبرات التي أدركت على أنها معززة تقيم إيجابياً (ويتم الإقتراب منها)؛ والخبرات التي أدركت على أنها مهددة لقيم الفرد أو سلامته تقيم سلبياً (ويبتعد عنها).
وكنتيجة للتفاعل مع البيئة فإن جزءاً من المجال الإدراكي يصبح متميزاً في الذات؛ هذه الذات المدركة (مفهوم الذات) تؤثر في الإدراك وفي السلوك والإتجاهات، بل وفي الكيفية التي يدرك بها الفرد بقية العالم من حوله، لا سيما وأن الإدراك يتميز بأنه إنتقائي، والخبرات التي لا تتسق مع مفهوم الذات تدرك على أنها مهددة، وكلما زاد التهديد أصبح مفهوم الذات أقل إتساقاً مع الواقع.
وتتطور الحاجة إلى إعتبار الذات من الخبرات الذاتية المرتبطة بإشباع أو إحباط الحاجة إلى الإعتبار الموجب أو الإيجابي، فينمو الفرد وتنمو طاقاته العقلية ويتسع نطاق علاقاته الإجتماعية ويكتسب إتجاهات إجتماعية جديدة، وقد يُعدَّل في بعض إتجاهاته القديمة، وقد يتخلص مع بعض إتجاهاته السابقة وكل ذلك متوقف - إلى حد كبير - على مدى ما توفره هذه الإتجاهات من فرص لإشباع حاجاته النفسية الأساسية، وبخاصة تقدير الذات وتوقيرها.
خلاصة ما تقدم أن مفهوم الذات يقوم بدور يتعذر تجاهله أو إنكاره فيما يتعلق بوضع الفرد لأهدافه وإتجاهاته في الحياة، وبناءً على ذلك فإنه يمكن إفتراض وجود علاقة ما بين مفهوم الذات لدى الفرد وإتجاهاته.
والموضوع الذي يعرض له هذا الكتاب حصل به البحث على درجة الماجستير في الآداب بتقدير "ممتاز" من قسم علم النفس بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1984. إقرأ المزيد