الإسلام والتنمية دراسة ميدانية
(0)    
المرتبة: 163,825
تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: وكالة المطبوعات
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يذهب جل المشتغلين بالعلم الاجتماعي في القرب إلى أن الإسلام وجوهره الاستسلام لإدارة الله سبحانه، يمثل عقبة في طريق التنمية والتقدم، وبأن العرب متخلفون لكونهم مسلمين. ففي مؤلفه "سوسولوجيا الدين" عقد ماكس خيبر مقارنة بين الإسلام والمذهب البروتستانتي خلص منها إلى أن الإسلام فرض على معتنقيه نمط حياة كله ...عجز وتواكل، بينما كرست البروتستانتية قيم السيطرة على المحيط والتحكم في الحياة.
كذلك يزعم دافيد ماكليلاند صاحب الكتاب الموسوم "مجتمع الإنجاز" أن العرب يشغلون موقعاً متدنياً على صعيد الإنجاز لأنهم مسلمون. ويرى "هتشز وليفين" أن الديانات التقليدية كالإسلام، تميل إلى مقاومة التحديث. وتصورت نظرية التنمية تراجع أهمية العقيدة. إذ أن التنمية ومصاحباتها (تضيع، تحضر، تعليم، علمانية) سوف تفضي إلى انهيار المجتمع التقليدي، بعناصره الدينية والأثنية.
وهكذا فإن الإسلام في عرف هؤلاء، هو المسؤول عن تخلف المجتمعات الإسلامية، فالإسلام عندهم يعني الخضوع التام غير المشروط للمشيئة الإلهية، ويهيئ مكاناُ للقدرية في تفكير وسلوك المسلمين من حيث يضغط على التسليم بأن أحداث الكون جميعها وبأن كل ما يصيب الإنسان مكتوب ومقدر.
وبالمقابل لا يدع الإسلام مكاناً لحرية الإرادة، تلك التي تعد أساس السيطرة عند فيبر، والدافعية للإنجاز عند ماكليلاند، وعلى ذلك، فإن الإسلام مصدر التخلف والاستبداد السياسي في المجتمعات العربية بوصفها مجتمعات إسلامية.
ويهدف هذا البحث الميداني إلى تمحيص مقولة أن الإسلام معوق للتنمية ليس عن طريق تلمس وعرض ورؤى الكتابات التي تدافع عن الإسلام من منظور فقهي شرعي، وإنما عن طريق الاحتكام إلى قاعدة من البيانات التجريبية، ذلك أن التوصل إلى استنتاجات حول حقيقة علاقة من الإسلام بالتنمية بمعنى هل يعيقها أم يساعد عليها أن أنه عامل محايد-لا يكون بالجدل الفكري النظري وإنما باتباع منهاجية علمية جوهرها الجمع المنظم لبينات واقعية مع إخضاعها للقيام. ويقع هذا البحث في ثلاث أجزاء يعالج أ,لها إطار البحث نظرياً ومنهجياً ويتناول الجزء الثاني نتائج البحث على مستوى كل متغير، أما الجزء الثالث فيستعرض النتائج على مستوى العلاقات المقترضة بين المتغيرات قيد الاهتمام مع محاولة تفسيرها. إقرأ المزيد