التقمص، مسافر عائد وعائد مسافر
(0)    
المرتبة: 196,243
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: خاص-شوقي أنيس عمار
نبذة نيل وفرات:"اسمعي ناتالي... أعتقد أن ما من شيء يحدث صدفة، ففي كل صدفة يختبئ قدر... وما لقاؤنا إلى قدر جميل، وما قدرنا إلا لقاء أجمل... وكأننا نلاقي اللوز في مهده والبنفسج في بكارته!! وكما يبدو أننا بحاجة لهذا اللقاء القدر، ويبدو أننا انتظرناه طويلاً... يا لحديثك الرائع... إنه يدخل إلى ...قلبي مباشرة... أرجوك أكمل... هناك لحظات أشعر بها وكأنني أنتمي لأكثر من حياة واحدة... وكأن ما يحدث معي الآن قد حدث من قبل، وما حدث من قبل قد يحدث غداً... إنني أعرفك منذ يومين فقط، ولكني أشعر أنني أعرفك منذ مئات الأعوام... لقد جلست معك في نفس المكان ودارت نفس الأحاديث.... أني؟ لا أدري!! هل سمعت بنظرية الـ "Deja vu" "Deja vu"؟!! لا... لم أسمع... إنها مصطلح علمي معروف وشائع عالمياً ويعني الرؤية من قبل، أو ما شوهد من قبل، أو كما يقال بالإنكليزية: "Already Seen" أو "Had seen Befre"... وهذه ظاهرة أثبتها العلماء وأقروها... لقد سجلت عالمياً آلاف القصص المذكورة والمثبتة من صحتها حول الرؤية من قبل... ألم يحدث أنك دخلتِ إلى مكان وشعرت أنك سمعت قبلاً كل هذا الحديث؟ بلى... كثيراً ما يصادفني هذا الشعور... لكني لم أكترث له سابقاً... إن الأديب الكبير "لامارتين" عندما زار الشرق، فلسطين ولبنان وسوريا، كان يدوّن معرفته بالأماكن قبل أن يزورها... ولقد ذكر ذلك في كتابه "رحلة إلى الشرق"... وهناك آلاف الكتاب والأدباء والفلاسفة الذين يؤكدون هذا... فظاهرة الرؤية من قبل يعتمدها العلماء لتأكيد صحة "التقمص" "Reincarnation"... وما هو التقمص؟ (سألت ناتالي بتعجب مدعية أنها لا تعرف شيئاً). التقمص هو ظاهرة انتقال الروح من جسد إلى جسد... وهل تعتقد أنت في ذلك؟ أعتقد، نعم... بل أنا متأكد... وأنت؟! بالطبع أعتقد... لكننا لا نسميه التقمص في السنغال، بل التناسخ. ولا أخي عليك... أنا مثلك أشعر أنني أعرفك منذ دهر طويل... كما أشعر أنني... (وسكتت ناتالي، وكأنها لا تريد أن تكمل)... تشعرين أنك ماذا؟ (سأل غبريال وهو متلهف ليعلم ماذا كانت تريد أن تقول).. أشعر أنني، أننا عشنا معاً من قبل!!! لا أعلم أين؟ لكن هذا ما أشعر به..".
رحلة يأخذ شوقي أنيس القارئ إليها ليغرق فيها وليصبح جزءاً منها في سردياتها وعند الكثير من منعطفاتها الفلسفية التي تستوقفه ملياً في محاولة لمراجعة حساباته، لمراجعة ما كان في ماضي حياته وما سوف يكون في مستقبلها وما هي عليه في حاضره. فعلى الرغم من أن هذا العمل الأدبي يأخذ سمة الإطار الروائي، إلا أن الكاتب، وعلى ما يبدو من اتكاءاته العلمية والفلسفية والعقدية، يميل إلى السير في أحداث روايته الخيالية، أو الواقعية، ربما، إلى نهاية، إلى هدف يجمع فيه إلى دعم أفكاره، وإثبات توجهه التقمصي في كل حال من الأحوال. إقرأ المزيد