تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:"وجوهنا فرغت من ساكنيها وتقاسيمنا شقّتها الصرخة كما يشق الجذام لحم الجسد. وأرواحنا مثل عارشات متشابكات في مهب التيّه، وعقولنا كبطون السفن المبقورة، رؤوسنا منقلبة كما في ورق اللعب، ونحن في لُجّة الهلاك هذه ما عاد لما وطن. فالبحر ذاته غادرنا بلا ذاكرة إلى لا مكان.." في هذه المتاهة، ...يتراءى العابر للمسافرين في عري القصيدة، يطلق الرياح المنفية في الصدور يقودهم في زورقه بلا قيادة، وإنما باعتباره قائماً في الزمن السابق على الأحكام، وبالتالي على التجارب، وقد تمثل في كيانه "آلاف السنين من الأصوات"آلاف الصرخات والتمتمات والهمسات ليغدو واسطة سعي.
"سيد هارتا" يدنينا منه، ليحظى منا بقبلة في الجبين. يسلمنا فيها الأمانة قبل تحوله النهائي، يُرسلّها كلاماً قبل الرحيل للنفوس التواقة إلى الإصغاء، والتي في جحيم الدمار يكدها الشرق إلى السكينة والانسجام.
هذه القصيدة التي تأخذنا إلى أعماق ذواتنا، تبهرنا أيضاً بتألقها البصري، فصورها مجتمعه ومتفرقة تكاد تكون مشهداً شعرياً كثيفاً لرحلة المسافرين الوجودية، ولتجارب حياتهم العابرة. يتركون آثارهم في مجرى نهراً أسطوري، يختزنها في صيرورته اللانهائية التي تدعونا لحظة نغمض أعيننا. "إلى أن" نعاين الكون في عريه وألقه، ونصغي إلى موسيقاه المتجلية البليغة.
وفي هذه الترجمة التي سعت "رجاء نعمة" تقديمها للقراء اعتنت أن تكون أمينة لمعنى نص القصيدة وللمناخ الشعري في آن معاً، كما واعتنت بتقديم النص المترجم مرفق بالنص الأصلي وذلك في كتابين منفصلين بضمها غلاف واحد حمل العناوين: العربي "عابر النهر" والفرنسي "Le passeur".نبذة الناشر:ما زرعت شجرة الخير والشر أبدا،ً وما اقتلعت، كل شيء كائن هنا، وهنا كل الوجود، نعانيه في عريه وألقه، ونسمع موسيقاه المتجلية، البليغة، كما في اليوم الأول، كما في اليوم الأخير.
أنطوان بولاد، من مواليد بيروت 1951، أحد الأصوات الشعرية الأكثر تميزاً في الشعر اللبنانية الفرنكوفوني. عضو مؤسس في جمعية السبيل التي تعمل على إنشاء مكتبات عامة في لبنان، يعمل حالياً مديراً في الإنترناشونال كوليدج (IC). إقرأ المزيد