فلسفة الخبرة، جون ديوي نموذجاً
(0)    
المرتبة: 54,696
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:جون ديوي هو أحد رواد الفلسفة الأميركية الذين عبروا عن روح البيئة الأميركية من حب للمغامرة والثراء والتملك وميل للحياة المادية وإعلاء قيمة الفرد والفلسفة البراغماتية التي يعتبر هو أحد مؤسسيها تعبر عن النظام الرأسمالي المرتبط بمشروعات هائلة يترتب عليها ربح ومنافع مادته فهذه الفلسفة فلسفة أميركية المنبت والانتشار ...نشأت في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ساهمت مصادر عديدة في بلورتها وخروجها إلى الوجود. ولكلمة براغماتية معانٍ كثيرة واستعملها الكثيرون ليعبروا بها عن أفكارهم وزاد في صعوبة تحديد مدلولها ما لحق بها من تأويل. وعند ديوي تعني البراغماتية قاعدة إرجاع كل تفكير وكل الاعتبارات التأملية إلى نتائجها.
وهنا يؤكد ديوي على أن الخبرة محور تدور عليه تصورات الفلسفة فكيف يمكن ذلك؟ للإجابة عن هذا السؤال شرع الدكتور محمد جديدي في البحث عن جواب لهذا السؤال الملح فجاء عمله في مقدمة ومدخل وأربعة فصول وخاتمة. درس في المدخل المشكلة في سياقها الفكري وهو الاتجاه البراغماتي، تطرق خلال ذلك إلى مدلول مصطلح البراغماتية لغوياً واصطلاحياً ووضح الأصول البيئية والفلسفية والعلمية التي احتضنت البراغماتية والخصائص التي تتميّز بها هذه الفلسفة.
أما في الفصل الأول فقد قدّم تعريفاً بالخبرة من الناحية اللغوية والاصطلاحية وحدّد الإطار النظري الذي بحثت فيه المسألة وبين موقف ديوي من التعارض القائم بين العقل والخبرة لدى المدارس الفلسفية المختلفة وطرح تطوره للعقل كمنهج وذكاء، ذلك التصور الذي انطلق فيه من معطيات علم النفس والبيولوجيا. أما الفصل الثاني فقد كرّسه لمناقشة الخبرة وعلاقتها بالمنطق نظراً إلى أن المنطق عادة ما يوضع في مقابل الخبرة كمناقض لها، كما يبيّن وجهة نظر ديوي من المنطق والنظريات المنطقية المختلفة وخصوصاً موقفه من المنطق الأرسطي. بينما بحث في الفصل الثالث مجالات البحث الإبستمولوجي لمنطق الخبرة، فتناول مفهوم المنطق عند ديوي الذي طرحه في ما أسماه البحث inquiry. وقد ركّز المؤلف على إبراز مراحل هذا البحث الذي يبدأ عادة من موقف شكلي أو مشكوك فيه إلى موقف مستقر ثابت يتضمن معرفة أو موقفاً. كما بيّن باختصار عناصر المنطق عند ديوي واختار الحكم كمبحث منطقي لمعرفة كيف يصبغه ديوي بطابعه الأداتي. أما الفصل الرابع، فقد خصص لبحث مسألة المنهج لما لها من أهمية قصوى لدى ديوي. وحاول الكاتب تبيان دور المنهج العلمي في البحث الاجتماعي والصعوبات التي تواجهه، كما عرض لتصور ديوي للتربية ورفضه للتربية التقليدية ودعوته إلى إقامة التربية على أساس الخبرة من خلال مبدأي التفاعل والاستمرار. إقرأ المزيد