الرياضة الروحية أو الحاشية في تدبير رياضة المتروضين
(0)    
المرتبة: 20,894
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار المشرق
نبذة نيل وفرات:من المعروف أن العلامة المطران جرمانوس فرحات (1670-1732) ترك آثاراً شهيرة في الأدب العربي والشعر واللغة، وكذلك في الوعظ والتاريخ الكنسي والطقسيات واللاهوت. إلا أن العلامة نفسه اهتم الاهتمام الشديد أيضاً بالأمور والمعاني الروحانية والمواضيع والقضايا الخاصة بالحياة الرهبانية، وهو أمر لم يكن غريباً عن التزاماته، وقد كان من ...مؤسسي الرهبانية اللبنانية المارونية في السنة 1699، ومن مجموعة الآباء عبد الله قراعلي وجبرايل حوا ويوسف البتن الذين أتوا في السنة 1694 من حلب إلى شمالي لبنان للترهب فيه، وقد التحق بهم فرحات في السنة التالية إلى وادي قاديشا عند البطريرك إسطفانوس الدويهي، وانضوى إلى الرهبانية الناشئة. قال فيه رفيقه الأب قراعلي: "إنه كان حاد المزاج، بليغ الهمة، ذا علم راسخ، فيلسوفاً ماهراً وشاعراً مغلقاً، وله قيمة عند الأكابر والأصاغر لفصاحته ودقة فهمه، وكان فطناً، نقياً غيوراً. وكان لنفسه اعتبار عند الرهبان، كبير من حيث إنه رئيس، ولأنه عالم باللغة العربية وبالشعر والفصاحة وغير ذلك".
ومن النصوص الروحية التي كتبها جرمانوس فرحات الرسالة الوجيزة في تعليم الصلات العقلية ورسالة ستون تأملاً في آلام يسوع وقيامته، وتاريخ الرهبانية منذ نشأتها إلى السنة 1723.
وإلى هذه النصوص الهامة، لا بد من إضافة النص الذي نقوم بنشره في هذا الكتاب وهو نص كتاب الرياضة الروحية أو الحاشية في تدبير رياضة المتروضين لما فيه من فائدة روحية عميقة المعاني والجوهر، ومن أسلوب لغوي على غاية من السلاسة، ومن مفردات لغوية ومصطلحات لا بد أن تكون الركيزة للكاتب في مجال الروحانيات وللمعلم والواعظ والمرشد. فالمطران فرحات يستخرج من النصوص الروحانية القديمة، فيعطي للتقليد الروحاني المسيحي، في صيغته السريانية وكذلك العربية، دوره ومكانته في التأليف، ويستنبط من باع اللغة العربية ما ينقصه للتعبير عن اختباره التوحدي الروحاني.
ولا بد من الإشارة بادئ ذي بدء إلى أن الأدب الروحي الشرقي لم يعرف كتاباً في الرياضات الروحية قبل كتاب الرياضة الروحية الذي وضعه المطران فرحات بشكل منسق منظم، فكان سباقاً في تأليف كتاب في هذا الأدب لأول مرّة باللغة العربية عبر اختبار شخصي لماهية الحياة الروحية ومستلزماتها.
وإذا ما عدنا لمتن هذا الكتاب نجد أن يبدأ بمقدمة تعرف الرياضة وتشير إلى ضرورتها وتحدد غايتها وهي "وصول النص إلى غايتها وهي الكمال المسيحي". والكتاب ينقسم إلى جزئين: في الجزء الأول أحد عشر فصلاً تتضمن توجيهات مختلفة للمتروض وللمرشد: 1-في العزلة وشروط تحقيقها. 2-في لوازم الرياضة المادية والروحية. 3-في الثمار المرجوة من الرياضة. 4-في ما يمكنه أن يفسد ثمار الرياضة. 5-في كيفية ممارسة الصلاة العقلية. 6-في صعوبة التأمل وعلاج ذلك. 7-في كيفية فحص الضمير. 8-في موضوع الاعتراف. 9-في ترتيب تنظيم ممارسة الرياضة الروحية كل يوم بأدق التفاصيل. 10-توجيهات لمرشد الرياضة لتدبير المتروضين. 11-وكذلك الفصل الحادي عشر يتضمن عشر عظات خاصة بالمرشد يوجهها إلى المتروض.
وفي الجزء الثاني، يعرض المطران فرحات عشرة تأملات، إذ أن المرشد يقرأ للمتروض في كل يوم من أيام رياضته موعظة من المواعظ العشر، شارحاً مفسراً بما يلائم عقله ورياضته. أما التأملات التي اختارها المطران فرحات من كتاب الرياضة، وقد يشير هنا إلى كتاب رياضات القديس إغناطيوس الذي كان معروفاً في صيغة عربية، فكل واحد منها مركب من أربعة أقسام يمكن التعمق في قسمين صباحاً وفي قسمين آخرين بعد الظهر، كما يقول صاحب الرياضة في تعريف الرياضة وضرورتها. إقرأ المزيد