مدينة الله للقديس أوغسطينس (ج3)
(0)    
المرتبة: 3,921
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار المشرق
نبذة نيل وفرات:يضم هذا الكتاب بين طياته خمسة كتب، الكتاب الأول هو الكتاب الثامن عشر من مدينة الله وفيه يقدم المؤلف عدة مفاجآت: إلى جانب التاريخ المقارن بين التاريخ المسيحي والتاريخ المدني أو العالمي، يقيم أوغسطينس، من جديد، مقاماً للأنبياء الذين يهمه أمرهم، بقدر ما يبشرون بأسرار المسيح وكنيسته. ويعطي مجالاً ...للفلاسفة اليونانيين: مثلاً بين الحكماء السبعة، في التقاليد الإغريقي، والأنبياء، مقارنة ورهان على من يحق لهم أن يعلموا الناس، وينهيه لمصلحة الأنبياء، وبخاصة لأن أقوال الأنبياء نقلت إلى اللغة اليونانية في (السبعون). في الفصول الأخيرة من هذا الكتاب، يبرز الكاتب، دور الكنيسة في نص طافح بالأمل والرجاء، فيرى تحقيق النبوءات التي تحدث عنها، سابقاً، بواسطة الكنائس التي تمتد في العالم كله، وتشتت الشعب اليهودي في العالم كله يهيئ انتشار الكنيسة ويشهد لمصلحتها، وعلى هذا النحو، فإن الشعب اليهودي، والاضطهادات نفسها، تساعد على ترسيخ الأمانة لدى الأبرار، وعلى التعمق في درس العقيدة المسيحية. وينهي الكتاب على هذا المشهد، وهو أن الشر قد يستعمل لخدمة الخير، بينما الرؤية الدينية العميقة تبقى أرحب وأوسع على بحر العالم الذي فيه "يسبح الجميع بلا نظام" على أمل البقاء أحياء.
أما الكتاب الثاني في هذا الكتاب فهو الكتاب التاسع عشر وهو أن أهم كتب مدينة الله، فيه يبلغ الكاتب الهدف المنشود وهو الربط بدقة بين مصير المدينتين الأرضية والسماوية. إنه يناقش على طريقة الفلاسفة مسألة ما تهدف إليه الحياة البشرية ونوعية السعادة التي لا يمكن أن تحقق من خلال مفهوم شيشرون للفضائل. ويبدو في تفسيره للسعادة، ميل إلى طريقة أرسطو لا إلى أفلاطون، ويعلي في درسه من قيمة قدرة الطبيعة وجودتها. الرغبة في السلام أقوى من كل شر، ويرافق الشر باستمرار رغبة في خير ما. ويتوسع أوغسطينس في درس خيور هذا العالم، وخيور المدينة الأرضية التي تخدم مدينة الله.
في الكتاب الثالث وهو الكتاب العشرون يقف أوغسطينس متأملاً في الأزمنة والدينونة الأخيرة ويعلن أن الناس منذ بداية الخلق لم يهربوا من أحكام الله، ويستعرض أقوال الكتب المقدسة حول الدينونة الأخيرة بدءاً بما جاء في الأناجيل ورؤيا يوحنا وسائر الكتب الرسولية، ثم ينتقل إلى كتب العهد القديم لمقارنتها مع ما جاء حول الموضوع في العهد الجديد.
أما الكتاب الرابع فهو الكتاب الحادي والعشرون "المصير النهائي وعقاب الأشرار" وفيه يحاول المؤلف أن يقرب من مفهوم مناوئي فكرته ما يؤمن به ويدافع عنه، ف حين أنهم يقولون إنه لا يمكن لأي جسد أن يقوم من الموت ليحترق إلى الأبد، وأنه لمن الظلم القبول بعذاب أبدي، تكفيراً عن خطأ محدود في الزمان والمكان.
ويأتي أخيراً الكتاب الخامس وهو الكتاب الثاني والعشرون من مدينة الله وفيه يجيب المؤلف على اعتراضات الفلاسفة، فيما يختص بسعادة الأبرار النهائية والتي تتعلق بقيامة الأجساد ويبين أن القيامة، بنظر المسيحيين، لا تمت بصلة إلى تأليه الأبطال في ديانة الرومان، فضلاً عن أنها ثابتة بواسطة العجائب التي حدثت، والتي تحدث حالياً، في أفريقيا، كما يشهد يذلك أوغسطينس في ما تركه من آثار غنية.
ومع أنه يعترف بجهله كيف تصير القيامة يستند إلى الموقف البولسي ويضعه مقابل حالة الإنسان في ذلك العصر الذي يجمع بين الشرور الكثيرة والجمالات الرائعة. إن كان جسم الإنسان جميلاً، فكيف يكون جسد القائمين من الموت؟ فالطبيعة البشرية بكل ما فيها من جمال وشر تنال من الله، الخلود، هبة. إقرأ المزيد