تداعيات الحرب الامريكية على العراق
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: مركز دراسات الشرق الأوسط
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:في ظل الأحداث الكبيرة المتسارعة التي تمر بها المنطقة، وفي ظل المتغيرات الدولية، والانعكاسات والتداعيات التي نتجت عن الحرب الأمريكية على العراق وما رافقها من تطورات في القضية الفلسطينية، تداعى مركز دراسات الشرق الأوسط لمناقشة هذين الحدثين المهمين ضمن برنامج "حلقات العصف الذهني الاستراتيجي" الذي ينفذه مركز دراسات الشرق الأوسط.
وبرنامج ...حلقات العصف الذهني الاستراتيجي هو برنامج يهدف إلى تناول أهم المستجدات ش على الساحة الإقليمية والدولية تناولاً دقيقاً وعلى مختلف المستويات وكذلك بهدف إلى الإسهام في تسديد الفكر العربي تجاه المتحولات المهمة في المنطقة.
وكانت الحلقة الأولى من هذه السلسلة تحت عنوان "تداعيات الحرب الأمريكية على العراق وسقوط النظام السابق" التي عقدها المركز يوم الثلاثاء 20 أيار/مايو 2003 وشارك فيها نخبة من الأساتذة والباحثين ومما يجدر ذكره أن تداعيات هذه الحرب وانعكاساتها كانت واسعة ومؤثرة وغيرت كثيراً في خريطة المنطقة وقلبت حسابات الكثير، وكما ترك سقوط النظام العراقي فراغاً كبيراً في السلطة رغم الوجود العسكري الضخم للقوات المحتلة. ويلاحظ المراقبون للأحداث في العراق مدى قابلية هذه الأحداث للتسارع التوسع وأن تداعياتها وانعكاساتها ستؤثر في المنطقة كلها والعالم بشكل عام في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وشكّل تصاعد عمليات المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال يوماً بعد يوم رافعة لهذه الفرضية، وعلى صعيد الولايات المتحدة وبريطانيا فأنّ الخسائر الكبيرة في الأرواح التي تتكبدها القوات الأمريكية والبريطانية وحسب اعتراف القادة العسكريين هناك، تشكل تحدياً كبيراً للقيادة الأمريكية والبريطانية، وتهدد مستقبل قادتها السياسي.
كما تعد قضية عدم ثبوت صحة مسوغات الحرب على العراق وملف التسلح العراقي، وبالأخص ما يتعلق بشحنة اليورانيوم التي تقول الإدارة الأمريكية إن العراق استوردها من النيجر أزمة مهمة، وهو ما يدخل الحرب ونتائجها في دائرة العامل المؤثر في التحولات الإقليمية والدولية. وفي الحلقة الثانية من حلقات العصف الذهني تناول المشاركون مستقبل القضية الفلسطينية في ضوء خريطة الطريق ومتطلباتها، وقد عقدت هذه الحلقة يوم السبت 23 أيار/مايو 2003، حيث شارك فيها نخبة من المفكرين وأصحاب الرأي حيث ألقى اتساع المقاومة الفلسطينية ونجاحها بظلاله على المتغير العراقي بوصفه حافزاً ومشجعاً، حيث طرحت خريطة الطريق بعد أقل من أسبوعين من سقوط بغداد، وتهدف إلى تحريك المسار السياسي الفلسطيني في ضوء الهزيمة العربية من جهة، وحتى لا تصبح المقاومة ظاهرة إقليميه من جهة أخرى، خاصة في ظل الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتدمير الاحتلال لكل البنية السياسية للنظام العراقي.
ومع أن "جورج دبليو بوش" كان قد أشار إلى وجود النص النهائي لهذه الخريطة في عام 2002، إلا أن الخطة سُلمت لرئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس من قبل ممثلي اللجنة الرباعية في 30/4/2003، وبعد نحو ساعة من قيام سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل بتسليمها لرئيس الوزراء آرئيل شارون. وتهدف الخريطة إلى تحقيق تسوية شاملة وإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على ثلاث مراحل زمنية تنتهي في العام 2005، وبطبيعة الحال فإن هذه الخريطة تمثل الإطار السياسي للعمل الدولي لإنهاء الصراع في المرحلة الجدية، إذ كانت ذات أهمية لكل الأطراف، الولايات المتحدة التي شنت الحرب على العراق بحاجة إلى تعديل كفة الميزان في الشرق الأوسط بإيجاد حل للصراع العربي-الإسرائيلي وبالأخص القضية الفلسطينية أو على الأقل تحريك العملية السلمية وإضعاف توجهات المقاومة. كما تهدف إلى إنهاء الانتفاضة الفلسطينية التي أثرت وبشكل كبير في الدولة العبرية وبالذات في الجوانب الأمنية والاقتصادية.
ويذكر أن الجانب الفلسطيني كان قد شرع وتحت ضغوط مسبقة بمجموعة الإصلاحات الأمنية والاقتصادية والسياسية والإدارية في كيان السلطة الفلسطينية، وتمثل ما لا يقل عن 70% من المرحلة الأولى من خريطة الطريق، وبرغم ذلك فإن الجانب الإسرائيلي لم يف بكثير من هذه الالتزامات الجوهرية في الخريطة، حيث استمرار بالاجتياحات والاعتقالات وتنفيذ سياسة الاغتيالات، مشيراً إلى عدم جديته في تطبيق الخريطة إلا حسب ما يراه محققاً لأهدافه ورؤاه الخاصة به، وقد تقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون بـ 14 تحفظاً على الخريطة مع بداية طرحها، وفق تصويت الحكومة الإسرائيلية عليها، ووعدت الولايات المتحدة بأخذه بالاعتبار.
كما شكلت خريطة الطريق نقطة جدل فلسطيني، خاصة بنصوصها التي تستهدف القضاء على المقاومة والانتفاضة والإمكانات الفلسطينية لمواجهة اجتياحات الاحتلال، وهو ما جعل منها نقطة تحول مرحلي مهم، تؤثر على مخرجات الانتفاضة والمقاومة، كما أنها تشكل مخرجات الصراع الأولية، خاصة في ظل فكرة الدولتين.
ونظراً لما احتله هذان المتغيران الاستراتيجيان في المنطقة، وما سببا من تباين في الرؤى العربية إزاء إدارة المرحلة، وفي ظل الانهيار النفسي بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي، واتساع دائرة الحملة الدولية على ما يسمى بالإرهاب ليطال الفكر والمعتقد والسلوك الشخصي، ناهيك عن برامج مقاومة الاحتلال وبناء الأمة وقوتها العسكرية المسلحة كبقية الأمم، فقد كان لانعقاد هاتين الحلقتين أهمية خاصة في مطلع هذه التحولات، التي استفادت من خلاصاتها العديد من الأطراف العربية المعنية. إقرأ المزيد