لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 27,331

دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس
9.50$
10.00$
%5
الكمية:
دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس
تاريخ النشر: 11/10/2010
الناشر: مركز دراسات الشرق الأوسط
النوع: ورقي غلاف عادي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:شهدت الخريطة السياسية لعالمنا العربي في سنوات خلت، تغيرات وتحولات نوعية، انعكست سلباً أو إيجاباً على الوضع في المنطقة؛ فمن جهة حدثت حالة من الإنشراخ والتمزق العربي كأحد التداعيات المريرة لأزمة الخليج الثانية، وظهرت النظام العالمي الجديد بأحاديته القطبية، مما ساهم في دفع مسيرة التسوية والتفاوض مع إسرائيل والترويج ...لنظام شرق أوسطي جديد. ومن جهة أخرى، ورغم حالة الضياع العربية، برزت قوى وحركات رافضة للواقع العربي الراهن وساعية لتجاوزه وتغييره.
إن القضية الفلسطينية تعد جوهر مشكلة الشرق الأوسط، ولب الصراع العربي - الصهيوني، ومن ثم ليس غريباً أن تتصدر هذه القضية أولويات القوى والأطراف المعنية إقليمياً ودولياً؛ وحيث أن المسألة الفلسطينية قد دخلت في مطلع التسعينات مرحلة جديدة، فإن دراسة العوامل المؤثرة في المعادلة الفلسطينية وتحليلها، يثمر إيجابياً وموضوعياً في استكناه إنعكاساتها واستشعارها؛ وبما أن القوى الوطنية الفلسطينية المناهضة لمسيرة السلام الحالي غدت عاملاً مهماً في معارضة عمليات التغيير في المنطقة وفق برنامج السلام الأمريكي، فإن تناول أهم هذه القوى - وهي حركة (حماس) بوصفها العمود الفقري للحركات الرافضة والمناهضة للمشروع، وبما حققته من إمتداد جماهيري على الساحة الفلسطينية الداخلية، يعد أمراً أساسياً وحيوياً.
ويلحظ أن ثمة إعتماداً يتنامى بإضطراد، مفاده أن حركة (حماس) تعد من العوامل المؤثرة حالياً في المنطقة، بل وتستقطب الإهتمام المحلي والعالمي وخاصة بعد قيام "سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني"، وإستمرار عمليات المقاومة المسلحة ضد الإحتلال الإسرائيلي، ولذا فإن دراسة هذه الحركة ومعرفة إستراتيجياتها وسياساتها الحالية والمستقبلية، لها تأثير على مستقبل الصراع العربي - الصهيوني وكذلك على مستقبل عملية السلام الجارية في المنطقة، كما أن وضوح معالم إستراتيجياتها وسياساتها يضيف إلى حركة المقاومة الفلسطينية، ومشروع النهوض العربي الإسلامي أبعاداً جديدة، ويحدد ملامح التعامل مع القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية، لذا تناول هذا البحث عمليات الرصد والتحليل والنقد للوصول إلى النتائج المتوخاة، التي يؤمل أن تساهم في إبراز معالم السياسات والمواقف وعمليات التفاعل من خلال تلك السياسات والمواقف مع القوى والأحداث المحلية والدولية، وكل ما نبغيه الوصول إلى التصوّر العلمي المستند إلى المعلومة الصحيحة من المصدر الموثوق، والنتيجة المنبثقة عن التحليل العلمي والتفسير الموضوعي المحايد للمواقف والسياسات.
ويشار هنا إلى أن حركة (حماس) تحتل أهمية إستثنائية ليس فقط على مستوى ساحة العمل السياسي الفلسطيني، الذي تشكل فيه القوة المعارضة الرئيسية لسلطة الحكم الذاتي وللإتفاقيات التي وقعت بين هذه السلطة وإسرائيل، إنما تكمن أهميتها أيضاً في كونها حركة إسلامية تعتبر نفسها جزءاً من حركة عالمية يشكل العالم الإسلامي كله إحتياطاً لها ومجالاً لعملها من ناحية، كما تستمد قوتها الروحية من إمتدادها العمودي في التاريخ الإسلامي، ومن المعين الأيديولوجي للإسلام نفسه من ناحية أخرى.
وعلى قدر أهمية حركة (حماس) في معارضتها، إلى جانب القوى الإسلامية والقومية الأخرى على الساحتين الفلسطينية والعربية، يأتي رد الفعل الإسرائيلي الغربي والرسمي العربي الفلسطيني تجاه الحركة. فهذه القوى، وحركة (حماس) في صفوفها الأولى، لا تعتبر حركة معارضة لإتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل فحسب، بل هي حركة معارضة لنهج التراجع العربي، ومشروعها بقطع النظر عن إختلاف التقييم له بين المفكرين والسياسيين والأيدولوجيين على السواء، إلا أنه يمثل جزءاً مهماً من المشروع النهضوي الذي يعمل على إحياء روح الأمة.
قد يبدو أن في دراسة الفكر السياسي لحركة لم يتجاوز عمرها الثماني سنوات، نوعاً من الترف الفكري والمبالغة في تقويم الدور، ولكن سرعة تنامي الحركة وقوة تأثيرها، ناهيك عن أنها جزء من حركة عالمية قائمة وفاعلة منذ عشرينات هذا القرن، وهي حركة الإخوان المسلمين، اقترب بهذه الدراسة كثيراً من الواقعية، وجعل القيام بها أمراً ضرورياً.
إن أهم ميزات هذه الدراسة، إضافة إلى واقعيتها، كونها اقتربت إلى الحد الأقصى من دائرة الفعل السياسي لحركة (حماس)، فبالإضافة إلى إطلاع الباحثين على معظم الإنتاج الفكري للحركة غن لم يكن كله، فإنها وصلت إلى صانعي القرار السياسي فيها، و"استنطقتهم" ليس في الأمور التي تطرقت إليها الحركة في الماضي فحسب، بل وفي الأمور التي كان من الممكن أن تصل إليها الحركة بعد سنوات، ففيها كثير من الإستشراف حول طريقة تفكير صناع القرار السياسي ومنهجيتهم، وربما إهتماماتهم السياسية والفكرية، بعيداً عن خضم العمل التنظيمي اليومي.
وتتكون هذه الدراسة من خمسة أبواب وثلاثة عشر فصلاً بالإضافة إلى التمهيد، يُعتقد أنها تغطي الموضوعات المهمة كافّة في دراسة الفكر السياسي للحركة؛ وقد تناولت في معظمها حركة (حماس) من زواياها السياسية والتاريخية والفكرية وعلاقاتها المختلفة، إضافة إلى تعاملاتها مع المنطق الإقليمي والدولي الحديث.
ففي التمهيد تتناول الدراسة جزأين، الأول: المفهوم العام للفكر السياسي والنظرية السياسية، ومقارنته بالمفهوم الإسلامي لهما بوصفه المرجعية الأيديولوجية للفكر السياسي للحركة، والثاني مدخل موسع لحركة (حماس) في جانبها التاريخي والتنظيمي، وبنائها الفكري، ومراحل تطور فكرها السياسي والعوامل المؤثرة فيه، وعلاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين، كما يتناول مراحل الشكل والبناء التنظيمي للحركة منذ إنطلاقتها وحتى الوقت الحاضر.
ويتناول الباب الأول من الدراسة أهداف حركة (حماس) ووسائلها، ويتكون من ثلاثة فصول عن أهداف ووسائل الحركة وعملية التفاعل فيما بينها، ناقش الفصل الأول فلسفة التهديف لدى (حماس)، ومرجعيتها الفكرية، والتطورات التي اعترتها والعوامل التي أثرت في ذلك، كما ناقش الأهداف بأنواعها المختلفة الأربعة العامة والإستراتيجية والمرحلية والظرفية.
وفي الفصل الثاني تتناول الدراسة أبرز الوسائل التي تعمل الحركة على تحقيق أهدافها من خلالها في مجال التعبئة الفكرية والأيديولوجية، وفي مجال العمل السياسي والإعلامي، ومخاطبة الجماهير وتحريضها، وتكريس علاقاتها على الساحة الوطنية الداخلية، إضافة إلى تكوين البنية التحتية التي تعمل في إطار المجتمع المدني وبناء الحياة المدنية للمواطنين، كما تناولت منهج المقاومة المدنية والعسكرية اللذين لجأت إليهما (حماس) في التعامل مع الإحتلال الإسرائيلي، وأبرزت الدراسة فلسفة الحركة فيهما ومراحل تطورها والعوامل المؤثرة كذلك.
وفي الفصل الثالث تحاول الدراسة إجراء مقاربة علمية بين الأهداف والوسائل التي تتبناها حركة (حماس)، كما تناقش نجاحاتها وإخفاقاتها في تحقيق أهدافها.
ويتناول الباب الثاني المنطلقات والمفاهيم الفكرية والسياسية لحركة (حماس)، حيث يدرس في الفصل الأول فهم الحركة لطبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني، ويتناول بالدراسة تصوراتها لإدارة الصراع من حيث الفلسفة والإستراتيجيات الأساسية، كما يناقش موضوعة التكتيك والعمل المرحلي في هذا الصراع في فهم (حماس)، على الصعيدين المحلي الوطني، وفي التعامل مع الإحتلال الإسرائيلي.
وفي الفصل الثاني تتناول الدراسة فهم حركة (حماس) للآخر الصهيوني، والغرب، إذ تناقش مسألة الصهيونية واليهودية في فكرها، وفهمها لطبيعة نشأة وأهداف ووسائل الحركة الصهيونية ومرتكزاتها الفكرية حيال موضوع فلسطين.
كما تناقش الدراسة مسألة العلاقة بين الحركة الصهيونية، ومشروعها وبين الغرب ومشروعه الإستعماري، وتستنتج أسس الإرتباط والإنفكاك بين المشروعين وفق فهم الحركة، بما في ذلك مناقشة مسألة النفوذ واللوبي الصهيوني في الغرب خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية.
وتناقش الدراسة في هذا الفصل أيضاً فهم الحركة للغرب وتعرض تعامله بإنفتاح مع حركة (حماس) خلال السنوات الأخيرة، والذي أحدث تحولاً مهماً في خطابها السياسي، وأعطاها فرصة لدخول المعادلة السياسية بشكل عملي في الشرق الأوسط.
وفي الفصل الثالث تتناول الدراسة موضوعة الوطنية لدى الحركة، تلك المسألة التي اختلطت فيها الأوراق في الضفة والقطاع قبل إندلاع الإنتفاضة ونشوء الحركة، إذ تناقش الدراسة الفهم الإسلامي والأيديولوجي للمسألة، وعملية التناقض الجدلي بينهما طوال سنوات من هذا القرن، كما تناقش عمليات التحول في الخطاب السياسي الإسلامي حول مسألة الوطنية وأسبابه الواقعية والفكرية، وتستنتج الدراسة أن طرح حركة (حماس) الإسلامي - الوطني حل عقدة الخلاف والصراع الفكري بينهما، وفتح مجالات للتعاون ضد الإحتلال الإسرائيلي.
وفي الفصل الرابع تتحدث الدراسة عن موقف وفهم حركة (حماس) من التعددية الدينية والسياسية، وذلك من خلال الإطار الأيديولوجي الفكري النظري، ومن خلال التطبيق العملي، إذ توصلت الدراسة إلى أن الحركة تؤمن بمنهج التعددية في المجالين، وذلك على الصعيدين الديني والسياسي، وأنها قعّدت لهذه المسألة في سياساتها الداخلية وأدبياتها وممارساتها سواء على صعيد التعاون والتنسيق أم التعايش أم التحالف.
وفي الفصل الخامس تناقش الدراسة مسألة كانت محط إشكال في ساحة العمل الإسلامي طوال سنوات طويلة، وهي مسألة العمل السياسي والمشاركة السياسية، والحضور السياسي، وتأخذ الدراسة منحى التأصيل الأيديولوجي لهذا الموضوع من حيث محدداته ونطاقاته، كما تتناول مجمل نشاطات حركة (حماس) السياسي، وتبين بالقياس والمقارنة مدى تأثير مفاهيم الأيديولوجية الإسلامية على ممارسات الحركة ومفاهيمها ومواقفها وسياساتها في مجال العمل السياسي، إذ تؤكد الدراسة بأن عمل الحركة السياسي يلتزم المبادئ الإسلامية ويعنى في ساحة المتغيرات السياسية بالمناورة والتكتيك وفق الضوابط والمحددات والقيود الشرعية الأيديولوجية.
ويتناول الباب الثالث المواقف الأساسية لحركة (حماس) خلال فصلين، يتناول الأول منهما موقفها وسياستها من التفاوض أو إبرام التسوية السياسية مع إسرائيل، فيما يتناول الثاني موقفها وسياساتها من مشروع الحكم الذاتي الفلسطيني وما انبثق عنه من سلطة فلسطينية وإتفاقات أمنية مع الإحتلال، إذ تبين الدراسة أن الحركة تخضع في موقفها المبدئي من التسوية والتفاوض لقواعد أساسية، كما تخضع في موقفها التكتيكي لقواعد مصلحية واقعية لا تتعارض بالضرورة مع الأول، وأن موقف الحركة مر بمراحل عديدة على صعيد الوضوح والصلة بالواقع السياسي، وتصل الدراسة إلى أن الحركة تتعامل مع هذه المسألة وفق مقتضيات الظرف السياسي ما دام لا يتعارض مع ثوابتها الأيديولوجية سواء على صعيد التفاوض (شكلاً ومضموناً وأسلوباً) أم التسوية السياسية مع إسرائيل؛ وفيما يخص مشروع الحكم الذاتي في الفصل الثاني، فبرغم رفض الحركة للمشروع ومترتباته، إلا أنها حاولت أن تفوت - حسب فهمها - فرصة الوقيعة بينها وبين السلطة حسب نصوص الإتفاق، كما تبين من الدراسة، وأنها التزمت الوسائل السياسية والإعلامية في المعارضة.
ويتناول الباب الرابع علاقات حركة (حماس) السياسية، بنطاقاتها المتعددة: الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية، إذ تناقش الفصول الثلاثة دوافع الحركة وأهدافها من هذه العلاقات على كل ساحة ومحدداتها، كما تتناول الممارسة الواقعية للعلاقة بينها وبين الآخر، والسياسات التي التزمتها (حماس) في ذلك، وتبين الدراسة أنّها استطاعت أن تكوّن محيطاً سياسياً معقولاً حولها في الساحات الثلاث، كما استطاعت أن تكون جزءاً مهماً في حسابات مختلف القوى في هذه الساحات في المعادلة السياسية، وأن إنفتاحها وعلاقاتها مع العشرات من دول العالم والعشرات من القوى السياسية شكّل مصدر قوة مهم لها في تنافسها مع منظمة التحرير وصراعها مع إسرائيل.
أما الباب الخامس والأخير فيتناول حركة (حماس) في بعدها الإقليمي والدولي في فصلين، يتناول الول منهما مواقفها وتعاملها مع المنظمات الإقليمية (الجامعة العربية) والدولية (الأمم المتحدة) وقراراتهما المختلفة حول القضية الفلسطينية، إذ يعرض تطور هذا التعامل لدرجة الإقرار باهمية الإفادة من الشرعية الإقليمية والدولية، وباللجوء لهما لتحقيق بعض المكاسب السياسية للقضية والضغط على إسرائيل.
أما الفصل الثاني فيتناول حركة (حماس) ووضعها القانوني في ظل القانون الدولي المعاصر، وكذلك موقفها من هذا القانون، إذ ترى الدراسة أنّها حركة تحرير وطني تقف في صف الشرعية الدولية والقانون الدولي بجناحيها السياسي والعسكري، كما ترى الدراسة أن تعاطي الحركة وموقفها من القانون الدولي تطور بشكل ملحوظ، وأنّها اليوم تلجأ إلى نصوص القانون الدولي للدفاع عن قضيتها وبرامجها وأعمالها.
نبذة الناشر:صدر عن مركز درسات الشرق الاوسط الاردن الطبعة الرابعة من كتاب دراسة في الفكر السياسي لحركة حماس و تتكون هذه الدراسة من خمسة أبواب وثلاثة عشر فصلاً بالإضافة إلى التمهيد، يُعتقد أنها تغطي الموضوعات المهمة كافّة في دراسة الفكر السياسي للحركة، وقد تناولت في معظمها حركة (حماس) من زواياها السياسية والتاريخية والفكرية وعلاقاتها المختلفة مع المنطق الإقليمي والدولي الحديث.

إقرأ المزيد
دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس
دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 27,331

تاريخ النشر: 11/10/2010
الناشر: مركز دراسات الشرق الأوسط
النوع: ورقي غلاف عادي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:شهدت الخريطة السياسية لعالمنا العربي في سنوات خلت، تغيرات وتحولات نوعية، انعكست سلباً أو إيجاباً على الوضع في المنطقة؛ فمن جهة حدثت حالة من الإنشراخ والتمزق العربي كأحد التداعيات المريرة لأزمة الخليج الثانية، وظهرت النظام العالمي الجديد بأحاديته القطبية، مما ساهم في دفع مسيرة التسوية والتفاوض مع إسرائيل والترويج ...لنظام شرق أوسطي جديد. ومن جهة أخرى، ورغم حالة الضياع العربية، برزت قوى وحركات رافضة للواقع العربي الراهن وساعية لتجاوزه وتغييره.
إن القضية الفلسطينية تعد جوهر مشكلة الشرق الأوسط، ولب الصراع العربي - الصهيوني، ومن ثم ليس غريباً أن تتصدر هذه القضية أولويات القوى والأطراف المعنية إقليمياً ودولياً؛ وحيث أن المسألة الفلسطينية قد دخلت في مطلع التسعينات مرحلة جديدة، فإن دراسة العوامل المؤثرة في المعادلة الفلسطينية وتحليلها، يثمر إيجابياً وموضوعياً في استكناه إنعكاساتها واستشعارها؛ وبما أن القوى الوطنية الفلسطينية المناهضة لمسيرة السلام الحالي غدت عاملاً مهماً في معارضة عمليات التغيير في المنطقة وفق برنامج السلام الأمريكي، فإن تناول أهم هذه القوى - وهي حركة (حماس) بوصفها العمود الفقري للحركات الرافضة والمناهضة للمشروع، وبما حققته من إمتداد جماهيري على الساحة الفلسطينية الداخلية، يعد أمراً أساسياً وحيوياً.
ويلحظ أن ثمة إعتماداً يتنامى بإضطراد، مفاده أن حركة (حماس) تعد من العوامل المؤثرة حالياً في المنطقة، بل وتستقطب الإهتمام المحلي والعالمي وخاصة بعد قيام "سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني"، وإستمرار عمليات المقاومة المسلحة ضد الإحتلال الإسرائيلي، ولذا فإن دراسة هذه الحركة ومعرفة إستراتيجياتها وسياساتها الحالية والمستقبلية، لها تأثير على مستقبل الصراع العربي - الصهيوني وكذلك على مستقبل عملية السلام الجارية في المنطقة، كما أن وضوح معالم إستراتيجياتها وسياساتها يضيف إلى حركة المقاومة الفلسطينية، ومشروع النهوض العربي الإسلامي أبعاداً جديدة، ويحدد ملامح التعامل مع القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية، لذا تناول هذا البحث عمليات الرصد والتحليل والنقد للوصول إلى النتائج المتوخاة، التي يؤمل أن تساهم في إبراز معالم السياسات والمواقف وعمليات التفاعل من خلال تلك السياسات والمواقف مع القوى والأحداث المحلية والدولية، وكل ما نبغيه الوصول إلى التصوّر العلمي المستند إلى المعلومة الصحيحة من المصدر الموثوق، والنتيجة المنبثقة عن التحليل العلمي والتفسير الموضوعي المحايد للمواقف والسياسات.
ويشار هنا إلى أن حركة (حماس) تحتل أهمية إستثنائية ليس فقط على مستوى ساحة العمل السياسي الفلسطيني، الذي تشكل فيه القوة المعارضة الرئيسية لسلطة الحكم الذاتي وللإتفاقيات التي وقعت بين هذه السلطة وإسرائيل، إنما تكمن أهميتها أيضاً في كونها حركة إسلامية تعتبر نفسها جزءاً من حركة عالمية يشكل العالم الإسلامي كله إحتياطاً لها ومجالاً لعملها من ناحية، كما تستمد قوتها الروحية من إمتدادها العمودي في التاريخ الإسلامي، ومن المعين الأيديولوجي للإسلام نفسه من ناحية أخرى.
وعلى قدر أهمية حركة (حماس) في معارضتها، إلى جانب القوى الإسلامية والقومية الأخرى على الساحتين الفلسطينية والعربية، يأتي رد الفعل الإسرائيلي الغربي والرسمي العربي الفلسطيني تجاه الحركة. فهذه القوى، وحركة (حماس) في صفوفها الأولى، لا تعتبر حركة معارضة لإتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل فحسب، بل هي حركة معارضة لنهج التراجع العربي، ومشروعها بقطع النظر عن إختلاف التقييم له بين المفكرين والسياسيين والأيدولوجيين على السواء، إلا أنه يمثل جزءاً مهماً من المشروع النهضوي الذي يعمل على إحياء روح الأمة.
قد يبدو أن في دراسة الفكر السياسي لحركة لم يتجاوز عمرها الثماني سنوات، نوعاً من الترف الفكري والمبالغة في تقويم الدور، ولكن سرعة تنامي الحركة وقوة تأثيرها، ناهيك عن أنها جزء من حركة عالمية قائمة وفاعلة منذ عشرينات هذا القرن، وهي حركة الإخوان المسلمين، اقترب بهذه الدراسة كثيراً من الواقعية، وجعل القيام بها أمراً ضرورياً.
إن أهم ميزات هذه الدراسة، إضافة إلى واقعيتها، كونها اقتربت إلى الحد الأقصى من دائرة الفعل السياسي لحركة (حماس)، فبالإضافة إلى إطلاع الباحثين على معظم الإنتاج الفكري للحركة غن لم يكن كله، فإنها وصلت إلى صانعي القرار السياسي فيها، و"استنطقتهم" ليس في الأمور التي تطرقت إليها الحركة في الماضي فحسب، بل وفي الأمور التي كان من الممكن أن تصل إليها الحركة بعد سنوات، ففيها كثير من الإستشراف حول طريقة تفكير صناع القرار السياسي ومنهجيتهم، وربما إهتماماتهم السياسية والفكرية، بعيداً عن خضم العمل التنظيمي اليومي.
وتتكون هذه الدراسة من خمسة أبواب وثلاثة عشر فصلاً بالإضافة إلى التمهيد، يُعتقد أنها تغطي الموضوعات المهمة كافّة في دراسة الفكر السياسي للحركة؛ وقد تناولت في معظمها حركة (حماس) من زواياها السياسية والتاريخية والفكرية وعلاقاتها المختلفة، إضافة إلى تعاملاتها مع المنطق الإقليمي والدولي الحديث.
ففي التمهيد تتناول الدراسة جزأين، الأول: المفهوم العام للفكر السياسي والنظرية السياسية، ومقارنته بالمفهوم الإسلامي لهما بوصفه المرجعية الأيديولوجية للفكر السياسي للحركة، والثاني مدخل موسع لحركة (حماس) في جانبها التاريخي والتنظيمي، وبنائها الفكري، ومراحل تطور فكرها السياسي والعوامل المؤثرة فيه، وعلاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين، كما يتناول مراحل الشكل والبناء التنظيمي للحركة منذ إنطلاقتها وحتى الوقت الحاضر.
ويتناول الباب الأول من الدراسة أهداف حركة (حماس) ووسائلها، ويتكون من ثلاثة فصول عن أهداف ووسائل الحركة وعملية التفاعل فيما بينها، ناقش الفصل الأول فلسفة التهديف لدى (حماس)، ومرجعيتها الفكرية، والتطورات التي اعترتها والعوامل التي أثرت في ذلك، كما ناقش الأهداف بأنواعها المختلفة الأربعة العامة والإستراتيجية والمرحلية والظرفية.
وفي الفصل الثاني تتناول الدراسة أبرز الوسائل التي تعمل الحركة على تحقيق أهدافها من خلالها في مجال التعبئة الفكرية والأيديولوجية، وفي مجال العمل السياسي والإعلامي، ومخاطبة الجماهير وتحريضها، وتكريس علاقاتها على الساحة الوطنية الداخلية، إضافة إلى تكوين البنية التحتية التي تعمل في إطار المجتمع المدني وبناء الحياة المدنية للمواطنين، كما تناولت منهج المقاومة المدنية والعسكرية اللذين لجأت إليهما (حماس) في التعامل مع الإحتلال الإسرائيلي، وأبرزت الدراسة فلسفة الحركة فيهما ومراحل تطورها والعوامل المؤثرة كذلك.
وفي الفصل الثالث تحاول الدراسة إجراء مقاربة علمية بين الأهداف والوسائل التي تتبناها حركة (حماس)، كما تناقش نجاحاتها وإخفاقاتها في تحقيق أهدافها.
ويتناول الباب الثاني المنطلقات والمفاهيم الفكرية والسياسية لحركة (حماس)، حيث يدرس في الفصل الأول فهم الحركة لطبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني، ويتناول بالدراسة تصوراتها لإدارة الصراع من حيث الفلسفة والإستراتيجيات الأساسية، كما يناقش موضوعة التكتيك والعمل المرحلي في هذا الصراع في فهم (حماس)، على الصعيدين المحلي الوطني، وفي التعامل مع الإحتلال الإسرائيلي.
وفي الفصل الثاني تتناول الدراسة فهم حركة (حماس) للآخر الصهيوني، والغرب، إذ تناقش مسألة الصهيونية واليهودية في فكرها، وفهمها لطبيعة نشأة وأهداف ووسائل الحركة الصهيونية ومرتكزاتها الفكرية حيال موضوع فلسطين.
كما تناقش الدراسة مسألة العلاقة بين الحركة الصهيونية، ومشروعها وبين الغرب ومشروعه الإستعماري، وتستنتج أسس الإرتباط والإنفكاك بين المشروعين وفق فهم الحركة، بما في ذلك مناقشة مسألة النفوذ واللوبي الصهيوني في الغرب خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية.
وتناقش الدراسة في هذا الفصل أيضاً فهم الحركة للغرب وتعرض تعامله بإنفتاح مع حركة (حماس) خلال السنوات الأخيرة، والذي أحدث تحولاً مهماً في خطابها السياسي، وأعطاها فرصة لدخول المعادلة السياسية بشكل عملي في الشرق الأوسط.
وفي الفصل الثالث تتناول الدراسة موضوعة الوطنية لدى الحركة، تلك المسألة التي اختلطت فيها الأوراق في الضفة والقطاع قبل إندلاع الإنتفاضة ونشوء الحركة، إذ تناقش الدراسة الفهم الإسلامي والأيديولوجي للمسألة، وعملية التناقض الجدلي بينهما طوال سنوات من هذا القرن، كما تناقش عمليات التحول في الخطاب السياسي الإسلامي حول مسألة الوطنية وأسبابه الواقعية والفكرية، وتستنتج الدراسة أن طرح حركة (حماس) الإسلامي - الوطني حل عقدة الخلاف والصراع الفكري بينهما، وفتح مجالات للتعاون ضد الإحتلال الإسرائيلي.
وفي الفصل الرابع تتحدث الدراسة عن موقف وفهم حركة (حماس) من التعددية الدينية والسياسية، وذلك من خلال الإطار الأيديولوجي الفكري النظري، ومن خلال التطبيق العملي، إذ توصلت الدراسة إلى أن الحركة تؤمن بمنهج التعددية في المجالين، وذلك على الصعيدين الديني والسياسي، وأنها قعّدت لهذه المسألة في سياساتها الداخلية وأدبياتها وممارساتها سواء على صعيد التعاون والتنسيق أم التعايش أم التحالف.
وفي الفصل الخامس تناقش الدراسة مسألة كانت محط إشكال في ساحة العمل الإسلامي طوال سنوات طويلة، وهي مسألة العمل السياسي والمشاركة السياسية، والحضور السياسي، وتأخذ الدراسة منحى التأصيل الأيديولوجي لهذا الموضوع من حيث محدداته ونطاقاته، كما تتناول مجمل نشاطات حركة (حماس) السياسي، وتبين بالقياس والمقارنة مدى تأثير مفاهيم الأيديولوجية الإسلامية على ممارسات الحركة ومفاهيمها ومواقفها وسياساتها في مجال العمل السياسي، إذ تؤكد الدراسة بأن عمل الحركة السياسي يلتزم المبادئ الإسلامية ويعنى في ساحة المتغيرات السياسية بالمناورة والتكتيك وفق الضوابط والمحددات والقيود الشرعية الأيديولوجية.
ويتناول الباب الثالث المواقف الأساسية لحركة (حماس) خلال فصلين، يتناول الأول منهما موقفها وسياستها من التفاوض أو إبرام التسوية السياسية مع إسرائيل، فيما يتناول الثاني موقفها وسياساتها من مشروع الحكم الذاتي الفلسطيني وما انبثق عنه من سلطة فلسطينية وإتفاقات أمنية مع الإحتلال، إذ تبين الدراسة أن الحركة تخضع في موقفها المبدئي من التسوية والتفاوض لقواعد أساسية، كما تخضع في موقفها التكتيكي لقواعد مصلحية واقعية لا تتعارض بالضرورة مع الأول، وأن موقف الحركة مر بمراحل عديدة على صعيد الوضوح والصلة بالواقع السياسي، وتصل الدراسة إلى أن الحركة تتعامل مع هذه المسألة وفق مقتضيات الظرف السياسي ما دام لا يتعارض مع ثوابتها الأيديولوجية سواء على صعيد التفاوض (شكلاً ومضموناً وأسلوباً) أم التسوية السياسية مع إسرائيل؛ وفيما يخص مشروع الحكم الذاتي في الفصل الثاني، فبرغم رفض الحركة للمشروع ومترتباته، إلا أنها حاولت أن تفوت - حسب فهمها - فرصة الوقيعة بينها وبين السلطة حسب نصوص الإتفاق، كما تبين من الدراسة، وأنها التزمت الوسائل السياسية والإعلامية في المعارضة.
ويتناول الباب الرابع علاقات حركة (حماس) السياسية، بنطاقاتها المتعددة: الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية، إذ تناقش الفصول الثلاثة دوافع الحركة وأهدافها من هذه العلاقات على كل ساحة ومحدداتها، كما تتناول الممارسة الواقعية للعلاقة بينها وبين الآخر، والسياسات التي التزمتها (حماس) في ذلك، وتبين الدراسة أنّها استطاعت أن تكوّن محيطاً سياسياً معقولاً حولها في الساحات الثلاث، كما استطاعت أن تكون جزءاً مهماً في حسابات مختلف القوى في هذه الساحات في المعادلة السياسية، وأن إنفتاحها وعلاقاتها مع العشرات من دول العالم والعشرات من القوى السياسية شكّل مصدر قوة مهم لها في تنافسها مع منظمة التحرير وصراعها مع إسرائيل.
أما الباب الخامس والأخير فيتناول حركة (حماس) في بعدها الإقليمي والدولي في فصلين، يتناول الول منهما مواقفها وتعاملها مع المنظمات الإقليمية (الجامعة العربية) والدولية (الأمم المتحدة) وقراراتهما المختلفة حول القضية الفلسطينية، إذ يعرض تطور هذا التعامل لدرجة الإقرار باهمية الإفادة من الشرعية الإقليمية والدولية، وباللجوء لهما لتحقيق بعض المكاسب السياسية للقضية والضغط على إسرائيل.
أما الفصل الثاني فيتناول حركة (حماس) ووضعها القانوني في ظل القانون الدولي المعاصر، وكذلك موقفها من هذا القانون، إذ ترى الدراسة أنّها حركة تحرير وطني تقف في صف الشرعية الدولية والقانون الدولي بجناحيها السياسي والعسكري، كما ترى الدراسة أن تعاطي الحركة وموقفها من القانون الدولي تطور بشكل ملحوظ، وأنّها اليوم تلجأ إلى نصوص القانون الدولي للدفاع عن قضيتها وبرامجها وأعمالها.
نبذة الناشر:صدر عن مركز درسات الشرق الاوسط الاردن الطبعة الرابعة من كتاب دراسة في الفكر السياسي لحركة حماس و تتكون هذه الدراسة من خمسة أبواب وثلاثة عشر فصلاً بالإضافة إلى التمهيد، يُعتقد أنها تغطي الموضوعات المهمة كافّة في دراسة الفكر السياسي للحركة، وقد تناولت في معظمها حركة (حماس) من زواياها السياسية والتاريخية والفكرية وعلاقاتها المختلفة مع المنطق الإقليمي والدولي الحديث.

إقرأ المزيد
9.50$
10.00$
%5
الكمية:
دراسة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 4
السلسلة: دراسات
حجم: 24×17
عدد الصفحات: 400
مجلدات: 1
ردمك: 9789957624545

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين