رحمتك يا الله!، صفحات مجهولة من تاريخ أمريكا
تاريخ النشر: 01/10/2003
الناشر: شركة الحوار الثقافي
نبذة نيل وفرات:"ها نحن من جديد في زماننا الذي نعيشه. ينقسم العالم اليوم في نظر الأمريكيين إلى قسمين: شعوب شريرة، تلك التي يجب تأديبها، وآخرون "يريدون أن يكونوا أخياراً مثلنا"، كما يقول الاستشهاد الحرفي. وقد نجح الألمان بالجلوس في القطار "الجيد" في العربة التي تلي قاطرته مباشرة وتحمل اسم الولايات المتحدة ...الأميركية، وتجرنا بكامل طاقتها نحو التقدم. تقع عربتنا وحدها في المقدمة، دون جميع العربات الأوروبية، فنحن طفل أمريكا المدلل، فلا يجوز أن يبلبلنا أو يهزّ قناعتنا هذه أي شيء. أما ما نحن عليه وكيف نحن، ففديه به إليها، وإننا لنستنشق أنفاسها في كل ساعة، حيثما كنا أو وقفنا. نعم، إننا نعيش بالضبط بفضل التنفس من فم لفم. ونحن نستيقظ منذ ثلاثين سنة مع أمريكا ونذهب معها إلى النوم، وهي تأتي مع الجريدة إلى مائدة إفطارنا وتكون الصورة الأخيرة التي تشع من محطات تلفزيوناتنا. لقد كانت في أول الأمر قاهرنا، ثم قاضينا، ثم جلادنا، ثم مربّينا، ثم باب يعلمنا الأخلاق، ثم إنجيليّ يدرسنا الدين. ونحن نرى أمريكا منذ ثلاثين سنة قوّة توفيق ومصالحة، وحاكمة للشعوب، وراع خيّر، وغاوٍ، ومتآمر ومحارب، وداعية انفراج وأكبر مورّد سلاح للعالم، ورسول خلاص للأعراق، وكارهٍ لها في بلده الخاص، ومكتشف "لنوعية الحياة" ومبتكر للأسلحة القاتلة، ومكتشف لمصل السالك والنابالم، وللجيتو عقيدة وللقتل الرحيم مقابل، سبعة دولارات وخمسين سنتاً في الساعة، وللقهوة سريعة الذوبان، والتاريخ اللخطي (سريع الذوبان)، وداعية حقوق إنسان بسبابة مرفوعة، خزان قمح لروسيا، ومحرّض على فرض عقوبات ضدّ روديسيا، وأب كريم للمواطنين وأم متسامحة مع المجرمين، ومنقذ للإنسانية وناهب للأرض. "لقد صارت أمريكا كابوس العالم-توينبي". لقد عايشنا كل شيء، بتفصيل أكبر مما ستخبرنا به كتب التاريخ. عشنا الحسن والقبيح، المعارك والحروب في مكان ما-كم كان عددها؟ مئة؟ نعم، مئة حرب مذ وجدنا، وشهدنا مؤتمرات كانت جميعها بلا فائدة، خطط وتحضيرات لم تنفَّذ، وعرفنا الجرائم والمخدرات والاختطاف اليومي، وسمعنا خطب لا تعني شيئاً تتكرر، خطب، خطب عن المستقبل الأفضل، عن السلام والعدالة، التي ماتت منذ أمد بعيد. أما ما نسيناه فنجده في الأرشيف، مدفوناً في مئات آلاف الصفحات، تحت الغبار".
لن يجد القارئ صعوبة في استشفاف ما انطوى عليه الكتاب الذي يلخص التاريخ الأميركي منذ أن وطأ كولومبوس أرض ذاك العالم الجديد سنة 1492م إلى يومنا هذا، معيداً بذاك الملخص إلى الأذهان الحقيقة التي صنعت منها أميركا أو الولايات المتحدة نفسها والتي استدعت منها إبادة أهل الأرض الأصليين "الهنود الحمر" متابعة ومتابعاً المؤلف منها عملية بناء وتشييد بلاد وعباد واقتصاد وسياسة أميركا من خلال منهج الحروب والاستبداد والتسلط. يسوق المؤلف وقائع تاريخية ويسرد أحداثاً ويروي أخباراً حول أميركا الغارقة بالمتناقضات، وذلك كله بأسلوب ساخر تعتريه نفحة ألم وحسرة. وتساؤلات ثم هواجس يطرحها المؤلف في نهاية مشواره ودهاليز التاريخ وحتى الحاضر الأميركي تلك محطّ نظر واهتمام وهي: "ماذا علينا أن نفعل وقد تأخرنا كثيراً ونام العالم مغنطيسياً، بينما تجري الفئران إلى منتهاها، ولا يستطيع شيء وقفها؟ وماذا نريد أن نقذ أيضاً؟ ثم ماذا؟ وماذا نريد أن نبقي؟ وطننا؟ ما هذا؟ الأرض؟ الحقل؟ المدن؟ المصانع؟ المصارف؟ مولدات الموت النووي؟ المخازن الكبرى؟... ماذا علينا أن نفعل؟ ألم يصبح تنفسنا صعباً بعد؟.. هل بقي لنا مستقبل؟ المستقبل مضمون لنا.
إذا ربحت نزعة الأمركة، فإنها ستدمر البشرية خلال مئة وخمسين سنة، ستواصل الأرض بعدهما دورانها في الفضاء الكوني ككوكب مريخ ميت. أما إذا ربح الخير، فإن البشرية ستعيش ما قدّر الله لها أن تعيش. وفي الحالتين: رحمتك يا الله!نبذة الناشر:يعرض المؤلف الكتاب بأسلوبه الخاص، وفنه في عرض أحداث ما جرى في أمريكا، تلك البلاد ذات الإمكانات التي لا تعرف حدوداً، بطريقته الساخرة والمسلية، إنه يكشف للقارئ عن خفايا ما جري في أمريكا قبل الاستقلال وبعده. ثم يبحث في تشكيل هذا التجمع من الولايات بعد الاستقلال، وكيف صنع الدستور، والمشكلات التي نشأت بين ولايات الشمال وضغوطها على ولايات الجنوب، ومشكلات الأفارقة الذين سيقوا عبيداً إلى أمريكا، والحرب الأهلية الأمريكية ونتائجها. ويدخل في تفاصيل محاور القوى الاقتصادية والنافذة التي تحرك السياسات الأمريكية، والتي أثرت في مجرى التاريخ الأمريكي حتى يومنا هذا. إقرأ المزيد