الثقافة النفسية المتخصصة - العدد 51 - الجينات والمرض النفسي
(0)    
المرتبة: 100,805
تاريخ النشر: 01/06/2003
الناشر: مركز الدراسات النفسية والنفسية الجسدية
نبذة الناشر:لو وضعنا خارطة للمقارنة في النظريات التي تتحدث عن الطبيعة الإنسانية وعن حالة الصحة والمرض في الجسم الإنساني وعودة أسبابها إلى البيئة أو الوراثة لكانت هذه الخريطة تحمل قمة التناقض والاختلاف ، فأصحاب البيئة يرجعون الأمراض إلى البيئة ومتغيراتها وإلى الفيروسات والعدوى التي تحملها وإلى طبيعة الغذاء والهواء والماء وإلى ...الطبيعة الخارجية عموماً التي يعيش فيها الإنسان ومن هنا كان تفسيرهم للوباءآت والأمراض المعدية ولماذا توجد في مكان ولا توجد في مكان آخر ، وهكذا يفسرون الأمراض بمتغيرات البيئة وفسادها وعدم قدرة الجسم على التكيف المطلوب مع معطياتها مما يحدث فيه المرض . حتى وجد اليوم علم جديد يدعى علم ( التبيؤ البشري) قائماً على هذه المعطيات أما أصحاب الوراثة والجينات والهندسة الوراثية …الخ فيردون الأمراض إلى كونها أمرض وراثية مدفونة في جينات الجسم وبمجرد أن تجد لها الوقت والظرف المناسب تظهر على السطح على شكل مرض وجدوا حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف مرض وراثي لدى الإنسان وأخذوا يحاولون أن يعالجوا هذه الأمراض عبر الهندسة الوراثية في المراحل الأولى للجنين وهو في بطن أمه على هذا الأساس فأني هي الحقيقة في هذه الخريطة ؟ يبدو أن هناك سوء فهم كبير يقع به علماء اليوم كما وقع به علماء الأمس ولو عدنا إلى أول من تحدث عن نقل الصفات الوراثية بشكل علمي وهو كريكلور عام 1865 عبر ما أسماه بوحدات ناقلة الصفات تنتقل من الأبوين إلى الأبناء ، لوجدنا سوء الفهم قد بدأ منذ ذلك الحين ، فبعد أن أطلع (مونتانيو) على هذه الآراء وأحس أن في مثانته حصاة وكان أبوه قد بدأ يشكو من حصاة في مثانته بعد سنتين من ولادة (مونتانيو) أعتقد مونتانيو أنه ورث حصاة من أبيه وبقي حائراً كيف يفسر وراثة حصاة من أبيه علماً أن أباه بعد لم يكن قد شكا أصلاً من آلامها بل ولم يحس بها ألا بعد ولادته بسنتين . وأخذ يعتقد أن هناك معجزة في الأمر ، وبعد دراسة نظريات مندل بشكل دقيق فهم حقيقة الأمر وهو أنه لم يرث حصاة من أبيه وإنما ورث جزئيات صفين سماها علماء الحياة المحدثون بعوامل الصفات الوراثية والجينات وأن هذه الجينات هي التي ولدت الاستعداد لتكوين الحصاة في المثانة خلال سن معينة من حياته وعند وجوده في بيئة معينة . ونظرة إلى النصف الأول من القرن العشرين وطريقة الفهم النظرية الجينات حاملة الصفات يعطينا الأرضية التي عليها كانت آراء العلماء الوراثيون البيولوجيين ، لقد أطلق أحد العلماء لفظة (جينوتايب) على المجموعة المتشابهة في الجينات ولفظة (مينوتايب) وهو مظهر الكائن الحي في ظرف زماني معين أو في مرحلة معينة من نموه وبمعنى آخر فالجينوتايب هو المجموع الكلي للجينات التي ورثها الكائن الحي عن أبويه . أما الفينوتايب فهي الجسم كي مارست عليها هذه الجينات آثارها بعد فترة معينة وأصبح ما هو عليه آنذاك . إقرأ المزيد