تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:( حجر وطين ) ، ومن منا يجهل ما لهاتين المادتين من الفوائد الجمة ، والمنافع الكثيرة ، وكيف نجهلها ونحن من الحجر والطين نبني محاكم العدل ، ونوادي الجمعيات ، وقصور الملوك ، وأكواخ الصعاليك ، ومن الحجر والطين نستطيع أن نشيد قصراً ، كما نستطيع أن نبني كوخاً ...، وبالحجر نضرب الخصم فنؤلمه ، والمتكبّر فنحط من كبريائه ، ونؤدب المجرم فنخفف من غلوائه ، وبالحجر نستطيع أن ندافع عن الصديق كما نستطيع أن ندافع عن الكرامة والعرض ، والمال ، والحق ، والدين .
ومن الطين نستطيع أن نصنع إبريقاً فنسقي منه الظمآن ، وآنية نقدم فيها الطعام والشراب إلى الضيف واليتيم ، والمعدم . وربما استطعنا أن نرجع كل شيء إلى الحجر والطين ، فإن الحجر طين متجمد ، وآدم وهو أصل الإنسان من الطين ، زرع الله سبحانه فيه الروح ، وكل مادة محسوسة ملموسة ، من حيوان أو نبات أولها الحجر والطين ، ونهايتها في دار الدنيا ، الحجر والطين .
وإذا كان كذلك ، فلا يسعك أن تستغرب تسمية هذه الأوراق بلفظتي ( حجر وطين ) ، ولا سيما إذا أوضحنا لك وجه المناسبة الموجبة للتسمية ، فإنك إذا تصفحت هذه الأوراق ، استطعت أن تستخرج ترجمة كاملة لأديب ، وتحليل نفسية لشخصية فذة ، واستطعت أن تبني مقالاً في نقد الأدب وتحليله ، واستطعت أن تحفظ حكمة نادرة ، ومقطوعة رائقة ، وقصة شائقة ، ونظرية علمية فائقة ، تعوزك إلى واحدة منها الحاجة ، وتضطرك إليها المناسبات . وعندما تكون وحدك في حضر أو سفر تجد في قراءتها لذة ومتعة وفائدة ، وعندما تحيط بك الهموم يكون لك من هذا الكتاب صديق يؤنسك وينسيك همومك ، ومن هذه المجموعة ، تقدر أن تعرف حياة العصر الذي كتبت فيه ، بجميع أنحائها ، أدبية كانت أو سياسية ، أو أخلاقية ، فهو مهم من هذه الناحية أزيد من بقية النواحي .
هذه المقدمة كتبت في سنة 1354 ه في 4 محرم على عفو القلم ، وذلك بمناسبة تغيير اسم هذا الكتاب إلى حجر وطين ، وكان إسمه قبل ذلك البساتين ، وكان الشروع في جمعه قبل الخمسين الهجرية . إقرأ المزيد