عصر المفوض السامي الأمريكي
تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: دار الحقائق للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:لقد حاولت عبر هذا العرض الموجز والمقتضب أن ألفت النظر إلى وحدة النظام الرأسمالي العالمي السائد منذ بدأ صعوده في أواسط الألف الثانية للميلاد-منذ سقوط الأندلس تحديداً-وأن أبين كيف أن التطور الخاص لواحد من الأنظمة الرأسمالية لم يتحقق بمعزل عن تطور النظام الرأسمالي العالمي عموماً، وكيف أن واشنطن الحالية ليست ...سوى البديل المعاصر والمتقدم، وليست سوى الشكل المتطور والموحد لتلك العواصم الرأسمالية الأوروبية المتعددة التي كان تعددها يؤدي إلى نشوب الحروب فيما بينها. انظروا كيف أن احتمال نشوب الحرب بين الدول الرأسمالية لم يعد وارداً الآن بفضل التطور التاريخي الموضوعي الذي حقق لها إدارة موحدة مركزية.
وبشكل أكثر تحديداً أن أشير إلى أن "المبعوث الأميركي" الذي ينتقل عبر القارات، والذي نشاهده الآن لذلك المفوض أو المندوب السامي، البريطاني أو الفرنسي، الذي عرفته شعوب المستعمرات حتى عهد قريب إبان مرحلة الاحتلال العسكري المباشر، غير أنه يبقى في حقيقته هو ذاته.
لقد دأب البعض على تصوير الولايات المتحدة الأميركية وكأنها شيئاً مختلفاً عن الاستعمار الأوروبي القديم، بينما الحقيقة هي أنها لا تختلف عنه من حيث الجوهر. إنها في الواقع، هو ذاته، في شكله المعاصر الأكثر فعالية، والأشد فتكاً، والأعظم تأثيراً ونفوذاً. ولقد دفعنا نحن العرب، وما زلنا ندفع، ثمناً باهظاً جداً نتيجة شيوع تلك الأخطاء الناجمة عن طريقة فهمنا-وهي طريقة مستعارة من العدو نفسه غالباً-لطبيعة النظام العالمي السائد عبر مختلف مراحل تطوره، وخاصة، في مرحلته الحالية. إقرأ المزيد