محمد رشيد رضا ودوره في الحياة الفكرية والسياسية
(0)    
المرتبة: 29,780
تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: دار عمار للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عاش الشيخ رشيد (1856-1935) فترة تعدّ من أخصب فترات تاريخ الشرق العربي الحديث بأحداثها السياسية وتقلباتها الفكرية. ولم يكن الشيخ خلالها شخصاً عادياً، بل كانت له إسهاماته الفكرية ومواقفه السياسية التي وضعته بين طائفة المصلحين والإسلاميين في القرن العشرين. ورغم كثرة الأبحاث التي تناولت الشيخ وإختلاف مضامينها وتعدد لغاتها، ...إلا أنها إقتصرت على ما تناوله إما مفسراً أو مشتغلاً بالحديث أو مهتماً باللغة والأدب. ولم يعن أي منها بالجوانب السياسية والفكرية من حياته إلا عرضاً. لكل ما سبق رأى أن يفرد دور الشيخ في الحياة الفكرية والسياسية ببحث مستقل يقدم به لنيل درجة الدكتواره في الآداب / فرع التاريخ الحديث من جامعة عين الشمس. وهكذا فقد عني الكاتب بأن يجمع في بحثه صفتي ( العمق والأصالة ). وذلك عبر إعتماده على مصادر أصلية إستمد منها مادة جديدة يتضمنها البحث ويبني عليها تحليله وإستنتاجاته. وبالتالي فقد حرص على الإطلاع على أوراق خاصة للشيخ. ونظراً لكثرة هذه الأوراق وإختلاطها فقد تم فرزها وتصنيفها. فجاءت موزعة على أربع مجموعات كالآتي: الأولى – مذكراته: وقد كتبها الشيخ في موضوعات متفرقة وعلى فترات متباعدة. فإفتقرت إلى وحدة الموضوع والتسلسل الزمني. وقد قام الشيخ بنشر فقرات منها في مجلته. الثانية – يومياته: إعتاد الشيخ على إقتناء مفكرات سنوية، فكان يكتب في كل يوم أو حيث يلزم ما وقع معه من أحداث أو صادف من شخصيات. وغطت هذه المفكرات أغلب سني حياته العملية (1900-1935) ما خلا سنوات محدودة، ربما لم يكتب الشيخ خلالها أو أنها فقدت. الثالثة – مجموعة أوراق تخص الجمعيات العربية التي أنشأها، أو أسهم في إنشائها. الرابعة – مجموعة من المراسلات التي دارت بينه وبين معاصريه، على مختلف المستويات وفي كافة الموضوعات. ومن أمثلتها مادار من مراسلات بينه وبين الملك عبد العزيز آل سعود، الإمام يحي حميد الدين إمام اليمن، الإمام الإدريسي إمام عسير، الخديو عباس حلمي الثاني، أبو الهدى الصيادي، الأمير شكيب إرسلان، الحاج أمين الحسني، السيد عبد الحميد الزهراوي، الشيخ إسماعيل الحافظ، نبيه العظمة، الشيخ كامل القصاب، ياسين باشا الهاشمي، طالب بك النقيب، مزاحم الأمين الباجهجي، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، الشيخ يوسف ياسين، علماء ومفكرين من شمال أفريقيا، سياسيين ومفكرين من مصر، سياسين وعلماء من تركيا، علماء ومفكرين من الهند، رجال حكومة الملك عبد العزيز في الحجاز، رجال الحكومة العربية في دمشق...وغيرهم. وإستكمالاً لبعض جوانب الموضوع، فقد قام بزيارة إلى إستانبول وزار مكاتبها وإختلط اللقاات. وبعد جمع المعلومات وتصنيفها، قام بعرضها تحت عنوان: "محمد رشيد رضا ودوره في الحياة الفكرية والسياسية ". وقسم الموضوع إلى مدخل: تحدث فيه عن نشأة الشيخ ومصادر شخصيته العلمية وتكوينه السياسي. وباب أول: تناول الجوانب الفكرية في حركة الشيخ الإصلاحية. وقد إشتمل على خمسة فصول. تحدث الأول منها عن الأوضاع الدينية وما يحتاج منها إلى إصلاح. وقد عولج الموضوع على ثلاث مستويات، ناقش أولهما المحاولات التي تمت في إطار تحقيق التقارب بين أتباع الديانات السماوية الثلاث. وعرض ثانيهما لمحاولات التوفيق بين السنة والشيعة وتناول ثالثهما مساعي الشيخ لتقريب الفوارق والإختلافات بين أتباع المذاهب الفقهية في إطار السنة. وكان موضوع الفصل الثاني: التيارات الفكرية السائدة في مصر، وكان أبرزها تيارين، أولهما: التيار المحتفظ الذي يتكون من الغالبية العظمى من منتسبي الجامع الأزهر بعلمائه وطلابه وكافة المعاهد الأخرى التابعة له. وثانيهما: تيار دعاة التجديد على أساس من الثقافة الغربية. وتحدث الفصل الثالث: عن الأوضاع التربوية والتعليمية، وما أخذه عليها الشيخ سواء في المدارس والمعاهد الدينية أو المدنية بنوعيها الحكومي والأهلي. وإشتمل الفصل الرابع: على رؤية إصلاحية للأوضاع الإقتصادية والإجتماعية. وأبرز خطورة إختفاء دور المواطن المصري عن مسرح الحياة الإقتصادية وإحتكارها من قبل الأجانب ( مستعرين ووافدين ). وتعرض القسم الثاني لما أفرزته الأوضاع الدينية والسياسية والإقتصادية والتربوية من مشاكل وقضايا إجتماعية. وتتبع الفصل الخامس: مدى إمتداد الرؤية الإصلاحية للشيخ عربياً وإسلامياً. ولا سيما في مصر وإستانبول والهند. أما الباب الثاني تناول الجوانب السياسية في حركة رشيد رضا الإصلاحية. وإشتمل على ستة فصول. تتبع الفصل السادس: مراحل سياسة الشيخ العثمانية، بدءاً بعهد السلطان عبد الحميد الثاني مروراً بحكم الإتحاديين وإنتهاء بالعهد الكمالي. ورغم تبني الشيخ السياسة العثمانية عامة وحرصه على إستمرار دولتها، إلا أنه إختلف مع حكام هذه الفترات الثلاث نظراً لإختلاف وجهات النظر حول العديد من القضايا السياسية والفكرية والدينية. وعرض الفصل السابع: لسياسة الشيخ العربية، وكيف أنها كانت تسير جنباً إلى جنب مع سياسته العثمانية من غير تعارض بينها أو تناقض. وإشتمل الفصلان الثامن والتاسع: على الجهود التي صرفها الشيخ في محاولة إنهاض دولة عربية مستقلة إستقلالاً كاملاً تتولى بدورها مهمة العمل على إستقلال بقية الدول العربية الأخرى وضمها في كيان سياسي موحد. وتنقل في هذه المحاولات بين السعودية وسوريا والعراق. ورغم إنشغال الشيخ في قضايا إسلامية وعربية عامة، إلا أن هذا لم يصرفه عن متابعة ما كان يجري في مصر بلد إقامته. ومع ما كان يأخذه على عامة أحزابها السياسية من إنصراف عن الإشتغال بالسياسة العربية وقضاياها، وحصر الإهتمام بالقضية الوطنية المصرية، إلا أنه كان مدركاً لما تمثله مصر من ثقل بشري وسياسي وإقتصادي، مما يؤهلها لمركز قيادي على المستويين العربي والإسلامي. أما القضية الفلسطينية فقد تجسدت فيها مشاعر الشيخ الوطنية والعربية والإسلامية. ويمكن أن نعده من الأوائل الذين تنبهوا لمخاطر الحركة الصهيونية على فلسطين، ودعوا إلى إتخاذ الوسائل الكفيلة بإيقاف هذا الخطر عند حد معين. وفي إطار المؤتمرات الإسلامية، فقد تكررت دعوة الشيخ إلى عقد لقاءات إسلامية على مستوى العلماء والحكام للتباحث في مختلف القضايا الإسلامية. وجاء عقد ثلاثة مؤتمرات إسلامية في كل من القاهرة 1926 ومكة 1926 والقدس 1931 وما أسفرت عنه من نتائج مخيباً لآمال الشيخ وعامة العرب والمسلمين. وإختتم البحث بخاتمة تضمنت أبرز النتائج التي إنتهى إليها الباحث من بحثه. إقرأ المزيد