دولة الرسول صلى الله عليه وسلم من التكوين إلى التمكين
(0)    
المرتبة: 42,277
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار عمار للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن هذا الكتاب (دولة الرسول صلى الله عليه وسلم) بمثابة الدليل الذي يأخذ بيدك إلى معرفة كيفية بناء الرسول عليه السلام للدولة العالمية، بادئاً ببيان أحوال العالم كله قبل البعثة النبوية، الذي كان يعيش في فترة من الرسل عمياء، وجهالة جهلاء، بعد أن اغتالت الوثنية البغيضة كل القيم والمبادئ الخلقية، ...وقلبت جميع الموازين الإجتماعية، ففسدت العقائد، وساءت الأخلاق والأذواق، وشاعت المنكرات، وسادت الفوضى السياسية والإجتماعية، إذ طوى ظلام الوثنية في سواده تقاليد الجماعة وأنظمة الحكم، فاختفت العدالة، وهدرت الكرامة، وضاعت الحقوق، وسلبت الحريات، حيث تغلبت الحكومات الجائرة، وتسلط الملوك الجبابرة، فصارت الأرض غابة واسعة تراق فيها الدماء، ويفتك الأقوياء بالضعفاء.
لقد أجمع المؤرخون على أن القرن السادس الميلادي كان أحط أدوار التاريخ البشري، حيث سارت قافلة الحياة غويّة تخبط خبط عشواء، يسوقها إلى الشرق الفرس، ويقودها إلى الغرب الروم...
ولم يكن الروم في ذلك القرن إلا دولة منحلة ألحَّ عليها سرف الغنى، وترف العيش وفساد العقيدة، وتباين المذاهب حتى آل مر دينها إلى الشرك والوثنية، وأمر دنياها إلى إستغراق في شهوات الحس ونزوات النفس... وكان من هذا الدين السيخ ومن هذه الدنا الداعرة نظام من الحكم السفيه الفاجر، أرهق الأمة بالضرائب، وأفسد الحكومة بالرشا، ولوث المجتمع بالرذائل، وأذاق الناس مذلة الرق، فعظموا القادة، وقدسوا السادة، وألّهوا القياصرة، حتى انحدر السيد والسود، والعابد والمعبود، إلى هُوَّةٍ لا قرارَ لها إلا العدم!!.
كذلك ما كان الفرس في ذلك العصر نفسه إلا حطام دولة وغثاء جيل... منيت بما منيت به الروم من تحلل العقيدة، وتعفن الأخلاق، وسطوة الشهوات، وتفاوت الطبقات، وطغيان الملوك، وبطلان الدين، وأربت عليها بنشوة المذاهب المعوجة فيها، وغلبة الميول الشاذة عليها، فمن (رمزية) زرادشت، الذي مهد للمجوسية الحمقاء، إلى (عدمية) ماني، الذي حرم الزواج إستعجالاً للفناء، إلى (وجودية) مزدك، الذي جعل الناس شركة في الأموال والنساء، إلى حال من الإجتماع العفن والنظام البالي لا يعيش فيهما حر، ولا يدوم عليهما مُلك.
وكان الناس وراء هاتين الدولتين يعيشون على حال أسوأ من هذه الحال، وفي درك أسفل من هذا الدرك، حيث كانوا لا يزالون خارج الوجود المتمدن، لا يشعرون بأحد، ولا يشعر بهم أحد.
يصور كل ذلك أبدع تصوير قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم جميعاً إلا بقايا من أهل الكتاب). – أخرجه مسلم. إقرأ المزيد