ظاهرة التأنيث ؛ بين اللغة العربية واللغات السامية ؛ دراسة لغوية تأصيلية
(0)    
المرتبة: 201,851
تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ليست الدراسات التي تناولت ظاهرة التذكير والتأنيث بقليلة، فقد تنبه العلماء لذلك منذ زمن مبكر ودرسها الفراء (207هـ)، وسعيد بن إبراهيم التستري (361هـ)، وابن جني (392هـ)، وأبو البركات ابن الأنباري (577هـ).... وغيرهم.
ولعل أوفى دراسة من دراسات القدماء لهذا الموضوع تلك التي قام بها أبو بكر الأنباري (328هـ) في كتابه ...(المذكر والمؤنث).
بيد أن هذا الموضوع ظلّ شائكاً حتى لقد وصفه بعض الباحثين بأنه من أعسر ما يواجه الباحث اللغوي، ولا شك في أن جهود القدماء كانت مفيدة قيمة في بحث هذه الظاهرة، حيث صار بالإمكان الوقوف من خلالها على القواعد الأساسية للتأنيث القياسي وصيغه، والقوائم الإحصائية للمؤنثات السماعية.
وقد بذل العلماء القدماء جهوداً طيبة في ترتيب هذه القواعد والقوائم، وتبسطوا في عرضها وشرحها، نثراً ونظماً، كما فعل ابن الحاجب، وابن مالك وغيرهما.
ولكن مجال البحث ما يزال قائماً، فقد واجهت القدماء مسائل كثيرة لم تُحلّ، وقد اشتدّ النزاع حولها؛ فسيبويه - مثلاً - كان غامضاً أحياناً في موقفه من التاء في نحو: بنت وأخت وهنت، أهي تاء التأنيث أم تاء العوض؟.
وأما ابن منظور فيشدد النكير على من بعدّهما للتأنيث، وقد عدّها أبو البركات الأنباري للتأنيث، وثمة مسائل أخرى لم تواجه القدماء لأنها لم تُطرح ابتداء، كالتاء في كثير من الكلمات، نحو: السبت، والرغبوت، والرحموت...
ولكن علم الساميّات فتح المجال إلى اعتبار التاء في هذه الكلمات ونحوها للتأنيث، بيد أن ما يسوّغ بحث هذه الظاهرة ليس بهذا ولا ذاك من المسائل الجزئية التي لا يخرج الخلاف فيها عن إطارٍ تُراقب فيه الظاهرة من واجهة واحدة.
إن مما يسوغ بحث هذه الظاهرة ان أدوات البحث اللغوي وإمكاناته ومناهجه قد تيسرت وتمت، فكان، وحيثما استدعى الأمر، الإفادة من هذه الأدوات في زيادة الإضاءة حول الظاهرة لاستكمال الصورة، وإستجلاء معالمها التي لم تستطع الأدوات القديمة توضيحها.
من هذا المنطلق، تأتي هذه الدراسة التي تقوم على منهج لغوي مقارن، درست فيه ظاهرة التأنيث في العربية على ضوء بحث هذه الظاهرة في شقيقاتها من اللغات السامية، كالسريانية، والعبرية، والحبشية، والأكادية، وغيرها، وهي دراسة تأصيلية يحاول الباحث من خلالها تقديم الحل لتساؤلات عديدة تجول في النفس من مثل: - ما وظيفة علامات التأنيث؟ فإن كانت للميز بين المذكر والمؤنث، بغير هذه العلامات؟ فقيل رجل وامرأة، ومحار وأتان، وجمل وناقة، ولم يُقَلْ - عادة في امرأة: رجلة، ولا في مؤنث تيس: تيسة، - ولماذا قيل: امرأة عاقر وحامل وجريح وصبور بدون علامة للتأنيث؟ ولماذا عوملت الكلمات: نفس، وأرض، وبئر... معاملة المؤنث في كثير من اللغات السامية دون أن تلحق بها علامة من علامات التأنيث؟ ولماذا تعددت علامات التأنيث، فلم تكن واحدة؟ فهي في العربية التاء المربوطة، والألف الممدودة، والألف المقصورة، وقد تعددت في كثير من اللغات السامية الأخرى كذلك؟ - ولماذا استخدمت علامة التأنيث في نحو "شجرة" و "مهرة"؟ ولماذا نجد أسماء وتنتهي بتاء التأنيث جاز جمعها بإعتبار أصلها الخالي من التأنيث، نحو: دمية - دمى، وجفتة - جفان، وذروة – ذُرى؟ - وهل لهذا من نظير في اللغات السامية الأخرى؟ - وهل نجد في غير العربية من أخواتها الساميّات ألفاظاً تعامل معاملة المؤنث وكان من حقها أن تُذكر، نحو أرنب وضَبُع؟.
وإلى ذلك، فقد سعى الباحث أن تكون دراسته هذه شمولية، متناولاً جنس الإسم في اللغات السامية، وأصل التذكير والتأنيث لغوياً، والتأنيث الحقيقي والمجازي، والقياسيّ والسماعيّ، وعلامات التأنيث في الأسماء والأفعال... إلى غير ذلك من المباحث. إقرأ المزيد