الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضائل القرآن
(0)    
المرتبة: 134,309
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الأثر للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:القرآن الكريم هو كالكون، عالم عظيم مهيب له أسراره وخفاياه، وكنوزه ومعادنه، وظواهره وبواطنه، وخواصه وآثاره.لا فكما أن للجبال آثار في هذه المعمورة فإن لآيات القرآن آثاراً في كل الكون، وكما أن للشمس والقمر والنجوم والطاقات المرئية وغير المرئية في هذا الكون خواصاً وبركات لا يعلمها إلا الله والراسخون ...في العلم، فكذلك لكل سورة من هذا الكتاب ولكل آية منه بل لكل حرف منه خواص وبركات وفضائل وتأثيرات على روح الإنسان وعقله وعلى جسم الإنسان وبدنه وعلى سائر مخلوقات الله.
فالكلمة الفاعلة المتحركة لا بد أن تكون أكثر تأثيراً وأعظم فاعلية من الصخور الصماء والجبل الراكد والشجر الصامت. وكما قالوا في البدء كانت كلمة.. ومن الكلمة انبثق كل شيء، حيث قال: كن فكان. فالقرآن هو تلك الكلمة الربانية الفاعلة والمتحركة التي أراد الله أن يتحفها الإنسان لتكون له نبراساً ينير الطريق، ولتكون شكل هداية يستدل به الضالون، ولتكون الوسيلة التي يسترشد بها طلال الحقيقة.
فالقرآن قبل كل شيء دستور الحياة ونظام كون وشريعة بشر، جعله الله الواسطة بينه وبين خلقه بلطفه وكرمه ومنّه عليهم، ليعيشوا تحت ظل حياة سعيدة في الدنيا، ويمهدوا بواسطته لأنفسهم حياة رغيدة هنيئة في الآخرة، إن القرآن عالم مهيب بذاته، فلا بد أن تكون له فضائل وخوص وآثار وأسراركما للكون.
والرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعلماء الأمة من بعده أزاحوا الستار من بعض تلكم الخواص والآثار في حدود يستطيع العقل البشري المحدود والقلب الناسوتي الضيق استيعابها، إلى أن يأتي ذلك اليوم الموعود الذي تتكامل فيه عقول الناس، ليستطيعوا الاعتراف الأكثر من هذا المعين الذي لا ينضب، في هذا الإطار تأتي محاولة المؤلف في هذا الكتاب لسبر هذا الغور العميق علّه يستلقط ما يمكنه أن يستلقط من دور الآثار القرآنية عبر كلمات الرسول وآله. إقرأ المزيد