تاريخ النشر: 01/11/2002
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الكشف عند أهل السلوك هو المكاشفة. والكشف هو زوال الحجاب والوقوف على ما وراء الحجاب من حقائق الأشياء. يقول الجرجاني: "هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً وشهوداً". وقال الطوسي في اللمع: والكشف بيان ما يستتر على الفهم فيكشف عنه للعبد كأنه رأي العين، ...قال أبو محمد الجريري: "من لم يعمل فيما بينه وبين الله تعالى بالتقوى والمراقبة، لم يصل إلى الكشف والمشاهدة". وجاء في الرسالة القشيرية: "وهو حضوره بنعت البيان غير مفتقر في هذه الحالة إلى تأمل الدليل، ولا تَطلُّب ولا مستجير من دواعي الريب ولا محجون من نعت العيب. وصاحب المكاشفة مبسوط بصفاته، وصاحب المكاشفة يدينه علمه".
ويتحدث الغزالي عن المكاشفة فيقول: "هي عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره وينكشف من ذلك النور أمور كثيرة كان يسمع من قبل أسماءها، فيتوهم لها معاني مج-ملة غير متضحة، حتى تحصل المعرفة الحقيقية بذات الله سبحانه".
من ذلك كله تتضح حقيقة معنى المكاشفة، فعندما تسمو الروح الإنسانية وتتغلب على الغرائز والصفات الحيوانية، وتسيطر القيم المعنوية على القيم المادية نتيجة الرياضات والمجاهدات والعبادات المركزة، عندها تظهر حالات للمؤمن لا يمكن شرحها، وترتفع عن عينيه الحجب المادية فيرى ما وراء الحجب ويدرك حقائق الأشياء، ويرى الملائكة والأرواح ويتحدث معهم، ويطلع على عالم ما وراء الطبيعة، فيشاهد عالماً غير هذا العالم، وتتضح له أمور كثيرة، فينظر إلى الحق بعين العرفان ويشاهد العالم الأعلى بالعيان. هذا وإن السالك نتيجة صفاء قلبه ونورانيته يطلع على أمور كثيرة وتحصل عنده مكاشفات هي ثمرة أعماله الصالحة ومجاهدته لنفسه. وحول المكاشفات يدور البحث في هذا الكتاب والذي يشرح فيه المؤلف المكاشفات ومعناها وسبلها وأحوالها، وأبناء السالكين مما كان لهم هذا المخ وهذا العطاء من الكشف والمكاشفات. إقرأ المزيد