تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: منشورات جامعة البلمند
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:عندما عزم مركز الدراسات المسيحية الإسلامية في جامعة البلمند على عقد حلقة دراسية صيفية حول "الدين والعولمة والتعددية"، كان مراده أن يدرس المشاركون في الحلقة ظواهر العولمة بعد تحديدها، فيعاينون أثرها على الأديان والمؤمنين، ثم يخرجون بموقف يتبنى الإيجابيات التي يمكن أن تنشأ عنها، لا سيما في إطار التقنيات ...الحديثة. ويحاول من جهة أخرى التصدي لما يمكن اعتباره سلبيات تنتج عنها، وبخاصة ما يمس التمايزات الثقافية القائمة بين الشعوب. لقد حازت المناقشات حول تحديد مفهوم العولمة الحيز الأكبر في زمن الحلقة الدراسية، فمنهم من سدد على أثر السوق العالمية والاقتصاد والمؤسسات المالية الدولية ومصالحها في انتشار العولمة، ومنهم من أشار إلى التقدم العلميّ وانتشار التقنيات الحديثة التي سهّلت إلى حد كبير سيطرة ما يسمّى بالعولمة.
ولم يستبعد المشاركون، في تحديدهم للعولمة، التغيرات السياسية التي نتجت عن سقوط الاتحاد السوفياتي وتحوّل العالم إلى سيادة قطب واحد بدلاً من اثنين. ثمة موضوع آخر عرض له المحاضرون في الحلقة وهو موضوع التعددية الثقافية ومدى احترام العولمة لهذه التعددية. فأثيرت، في هذا السياق أيضاً. مسألة العلاقة بين الدين والشمولية والحصرية والخصوصية من جهة ومسألة الدين والتعددية من جهة أخرى. وتناول المشاركون مسألة الانتماء الديني والهويّات الثقافية والقيم الإنسانية، ونوقشت في هذا الإطار أيضاً مسألة الفصل بين الدين والثقافة الدينية والتمييز بين هذين الأمرين، كما طرح السؤال: هل تشكل العولمة تهديداً للدين أم بالأحرى للثقافة الدينية، وكيف يمكن مواجهة هذا التحدي؟ ومما تجدر الإشارة إليه هو أن المشاركون كلهم دعوا إلى انتهاز الفرص التي توفرها العولمة وانفتاح الحدود بين الدول لتعزيز موقع القيم الإنسانية وبثّها في واقع الناس والأمم، وذلك من خلال استعمال كل الوسائل التقنية المتوفرة. وتالياً رفضوا العولمة "المتوحشة" التي تسلب الإنسان إنسانيته وحقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، والتي تحرم الإنسان من خصوصيته وتراثه فتسعى لجعل الناس كافة نسخاً طبق الأصل لا نكهة تميز واحدهم عن الآخر. إقرأ المزيد