تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات
نبذة الناشر:ترتبط العولمة بمنطق التوسع الرأسمالي. ولذلك فإن العولمة هى بحق مرحلة ما بعد الامبريالية. ولقد سحقت الامبريالية فكرة الانسانية البرجوازية وأطاحت جانبا بكل الاخلاقيات إذ ساد المجتمع البرجوازي قواعد لا اخلاقية immoralism حتى ان الأخلاق التى نشأت إبان عصر الثورات البرجوازية كالحرية والديمقراطية والمساوة فقدت كل جاذبيتهاوسيطرت أخلاقيات الاستغلال والاستبداد ...والغزو والهيمنة والتعصب.
وقد قامت الرأسمالية المتوحشة او القاتلة ،بتوظيف النظريات الاجتماعية والفلسفية لتبرير هذا السلوك اللا اخلاقي مثل الدارونية وفلسفة نيتشه وتبريرها لإرادة القوة فالهيمنه والسيطرة تكون للأصلح والاقوى ولذلك ظهرت الفاشية والنازية والعنصرية وكذلك تم توظيف الميكافيلية والهوبزية والبراجماتية والنفعية والوضعية في تبرير الانتهازية والانانية والتوسع والغزو والهيمنة.
كما استخدمت الرأسمالية المتوحشة أساليب لا اخلاقية لتحقيق اهدافها مثل الاستعمار والحروب والارهاب النووي والتدخل العسكري السافر في شئون الدول واثارة التناقضات العرقية والمذهبية والدينية بتشجيع الطائفية والحروب الاهلية وتفتيت وتقسيم المجتمعات والعداء للخصوصيات الثقافية ونفي الاخر وتلويث البيئة والجرائم المنظمة وتجارة المخدرات والجنس والسلاح وغيرها.
وقد تبين ان الاخلاقيات البرجوازية مجردة وشكلية لانها تحول كرامة الانسان إلى قيمة تبادلية والعلاقات بين الناس إلى علاقات نقدية. وكما يقول ماركس ( مع القيمة المتزايدة لعالم الاشياء ينطلق في تناسب عكسي انخفاض قيمة البشر والانسان لا يشعر بأنه يسلك بحرية الا حين يؤدي وظائفة الحيوانية كالأكل والشرب والتناسل، أما في وظائفه الانسانية فانه ليس الا حيوانا. ( فالحيواني يصبح هو الانساني والانساني يصبح هو الحيواني).
وكذلك اوضح اريك فروم ( ان السعي وراء الكسب والربح اصبح غاية في حد ذاته واصبح المال هو المعيار الاساسي للعلاقات الاجتماعية واصبح قدر الانسان ان يساهم في نمو النظام الاقتصادي الراسمالي وزيادة راس المال لا من اجل اغراض سعادته بل كغاية في ذاتها ولذلك فان العلاقات بين الناس اصبح لها هذا الطابع المتشيء فبدلا من وجود علاقات بين بشر توجد علاقات بين أشياء فالانسان لا يبيع فحسب سلعة انه يبيع نفسه ويشعر بانه اصبح سلعة). إقرأ المزيد