القوميون العرب والقضية الفلسطينية من عام 1949- 1967
(0)    
المرتبة: 91,061
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: العربي للنشر والتوزيع
نبذة المؤلف:تمثل القضية الفلسطينية أهم المحاور الجوهرية للقضية العربية، فلقد شهدت الساحة العربية والفلسطينية ظهور قوى عديدة أثرت عليها تلك القضية، سلباً أو ايجاباً، وتصارعت التيارات الفكرية المختلفة، لتحجز لها مكانا في الصراع مع الحركة الصهيونية، وقد اختلفت نشأة هذه القوى، فمنها ما كان عربيا خالصا، اتجه بعد النكبة لدراسة مأساة ...فلسطين، ومن ثم انخراط في العمل السياسي الفلسطيني، ومنها ما كان فلسطينيا، شاهد بأم عينيه هذه النكبة، فأصر بكل ما أوتي من قوة، على العمل فى سبيل وقف التغلغل الصهيوني في أرض فلسطين.
وتعتبر حركة القوميين العرب من النوع الأول، فقد كانت نشأتها عربية خالصة، تنادي بالقومية العربية، وتعتبر إحدى الحركات القومية التي عرفتها المنطقة العربية، منذ النصف الثاني من القرن العشرين. فمنذ 1948، أو ما اصطلح على تسميته بعام النكبة، اتجه القوميون العرب نحو فلسطين، بعد ما شاهدوا الظلم الذي تعرض له أهلها، ومن هنا فقد أولتها الحركة اهتماما خاصا، بتوجهاتها ونضالاتها السياسية، وبشكل ميزها عن غيرها من الأحزاب العربية، وبقيت إحدى التجارب السياسية ذات التأثير السياسي البالغ، طوال تلك الفترة، حتى عام النكسة 1967.
ولكن هذه الحركة لم تنل اهتماما حقيقيا، من حيث الدراسة والتأريخ، إلا من قلة نادرة، فإن من كتب عنها كان يدرسها بشكل عام، في إطار الوطن العربي، لم تدرس في سياق موقفها من القضية الفلسطينية، ولم تفرد لها دراسات خاصة، تتناول علاقتها بجدلية القضية الفلسطينية، تلك الأسباب كانت المنطلق الرئيس لاختيار هذا الموضوع.
أما هذه الدراسة -التي بين أيديكم- فقد تميزت عما كتب فى هذا المجال بتناول موقف الحركة من القضية الفلسطينية، بشكل محدد، إضافة لتفردها بفصلين عن فرعى الحركة في الفلسطينى، وفي قطاع غزة، واعتمدت الباحث في هذا الفصل على اللقاءات الشخصية لقيادات ومؤسسي حركة القوميين العرب، الذين عايشوا الحركة، ونشأتها في القطاع، إضافة لمقابلات مع قيادات من التيارات الوطنية الأخرى، الذين عاصروا تلك الحقبة، ومع أهمية هذه الدراسة، إلا أن البحث لم يكن سهلاً، ولم يكن التنقيب يسيراً، بل تحملت الصعاب والمشاق، طوال سنوات العمل فيها، حيث أنجزت معظم دراستي في قطاع غزة، الذي يمر حاليا بأسوأ ظروف الحصار.
لهذا اعتمدت في دراستي -خاصة في الفصلين الرابع والخامس- على اللقاءات الشخصية الميدانية للعديد من قيادات الحركة، وقيادات التيارات الوطنية، في قطاع غزة، والوطن العربي، ومن خلال هذه اللقاءات المطولة، والتي تم تسجيلها في غزة والقاهرة، إضافة إلى مراسلة عدد من قيادات الحركة في الخارج، استطعت أن أغطي جزءاً مهما من تاريخ الحركة، الذي اكتنفه قدر كبير من الغموض. كما اعتمدت في دراستي هذه على مجموعة من الوثائق المنشورة وغير المنشورة.
وقد احتوت هذه الدراسة على فصول خمسة، إضافة للفصل التمهيدي، الذي تناول بداية اليقظة العربية لقضية فلسطين، وانبثاق الوطنية الفلسطينية، وتجدد تيار الوحدة، وما أبرزته ثورة 1936 الوطنية الفلسطينية من أثر على نمو الوعي القومي العربي، ثم نكبة 1948، وتأثيرها الحاسم على ظهور التيارات والقوى المختلفة التي لعبت دوراً مهماً على الساحة العربية. إقرأ المزيد