السيرة النبوية محمد رسول الله والذين معه
(0)    
المرتبة: 24,871
تاريخ النشر: 30/12/1998
الناشر: مكتبة مصر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:ركع ناحور أمام تمثال إله القمر، وراح يصلي في خشوع ويدعو ويبتهل: "أيها الأب نانا، إني أذرف الدموع لعظمتك، حتى يرق لنا قلبك زتقف إلى جانبنا. إن ابني آزر أيها الإله العظيم قد أنجب ولدا، و
إني لأسميه "ناحور" وأهبه لك، فاجعل سيد الحكمة يهبه قبسا من حكته، ويطعمه من "طعام ...الحياة"، ويسقيه يا إلهي من ماء الحياة، أيها الأب نانا يسره لما يرضيك، واحفظه من أن يتردى في العالم السفلي، ولا تكتب عليه أن يذهب إلى الأرض التي رجعة منها. أنت عادل أيها الأب العظيم، وقد وهبته لك فتقبله خادما للسماء المقدسة، خادما للآلهة وامنحه يا إلهي اللمسة المقدسة التي منحتها لأبيه، حتى يصنع لعظمتك ولعظمة البعول الكرام تماثيل ترضى عنها، ويرضى عنها السادة الآلهة في السماء.
واستغرق ناحور في الركوع وإطلاق البخور حتى بعث إله الشمس شماش فغمرت المعبد، وتلق البخور بها فبدت كستائر شفافة من الفضة، فنهض وانطلق الى الطبقة العليا حيث ترقد إيمتالي ووليدها. وألقى على إيمتالي تحية رقيقة، ثم مال وحمل حفيده ورفعه وقبله، ثم عاد يتفرس في وجهه ويقول: سميته "ناحور"، وصليت للآلهة عسى أن تتقبله بقبول حسن.
فقالت إيمتالي وهي تتحامى أن تتلقي عيناها بعينيه: ناحور اسم عزيز. حبيب إلى قلوبنا، ولكن..
ولكن ماذا؟
فقالت في ارتباك: كنا اتفقنا أن وآزر أن نطلق اسم ناحور على أول أولادنا الذكور.
وما الذي حدث؟
جاءني هاتف في المنام وقال لي سميه "إبراهيم". وساد الصمت بينهما برهة وقالت إيمتالي: هذه مشيئة الآلهة. سأسميه "إبراهيم"، وسأسمي أول مولود ذكر أضعه بعده "ناحور" فناحور اسم غال عندنا، وسأسمي الذي بعده "هاران" تبركا باسم عمه الحبيب.
وشرد ناحور يفكر، فمعنى "إبراهيم" أبو القبائل.. أبو الأمم. وقد رأى في منامه أن نورا خرج من صلب انبه أضاء السماء، وها هي ذي إيمتالي تسمع في منامها هاتفا يدعوها أن تسمي ولدها "إبراهيم" أن تسميه أبا الأمم، فتهللت أساريره وانقشعت من صدره موجة الأسى التي طافت به لما أعرضت إيمتالي عن اسمه. إنه رأى رؤيا ورأت إيمتالي رؤيا. فقال في ابتهال: "إبراهيم" اسم عظيم. ونظر إلى حفيده الذي كان لايزال بين يديه نظرة طويلة ثم قال: سيكون لك شأن عظيم مع الآلهة، سيقترن اسمك بالسماء، سيتألق نجمك في القبة الزرقاء. إقرأ المزيد