تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"وهنا على الجانب الآخر من الجزيرة كان المنظر مختلفاً تماماً، فصحائف السراب الساحرة الرقيقة لم تستطع الصمود أمام مياه المحيط الباردة؛ ولذلك كان الأفق ثابتاً ومطوقاً في زرقة شديدة. وتجول "رالف" هابطاً نحو الصخور وهنا بالأماكن السلفة التي تكاد تكون في نفس مستوى مياه البحر كان باستطاعتك أن تتبع ...بعينيك المرور المنتظم المتواصل للأمواج في عرض البحر العميق... وأخذ "رالف" يتابع الموجات موجة وراء موجة، ويتابع الارتفاع والانخفاض إلى أن تخدّر ذهنه وفقد الإحساس بسبب وجود تلك المسافات اللانهائية الممتدة عبر البحر. وبعدئذ فرضت هذه المياه التي تكاد تكون لا نهائية نفسها على انتباهه تدريجياً. وكان هذا الحجم الهائل من المياه هو المفرق وهو الحاجز بينهم وبين وطنهم. وعلى الجانب الآخر من الجزيرة المحاط بالسراب في وقت الظهيرة، والمحمي بدرع "اللاجون" الهادئ قد يحلم المرء بإنقاذ حياته، ولكن هنا عندما يواجه المرء الزاوية المنفرجة المتوحشة للمحيط وأميال الفرقة فإنه يشعر أنه مشدود ومربوط في الجزيرة، وأنه لا حول له ولا قوة، وأنه مدان ومحكوم عليه، وأنه...".
"أمير الذباب" قصة ممتعة تحمل للقارئ الكثير من المتعة والتشويق، تدور أحداثها في غابة وأبطالها ركاب طائرة جنحت بهم في تلك المنطقة النائية. يتعرف ركاب الطائرة الناجين بعد حين على سكان الغابة وتدور أحداث تكتنفها مفارقات تعكس نفسيات شخصيات الرواية. وهكذا يأخذ الكاتب القارئ إلى تلك العوالم الخيالية الجميلة التي تذكر بأبطال الأدغال، منسجماً من خلال المشاهد الرائعة الوصف التي تتحرك في ثناي سرديات الكاتب محركة معها مشاعر وخيال القارئ ليمضي مع الرواية إلى نقطة النهاية التي تحين معها نهاية الأحداث بعد العثور على منقذ لهؤلاء التائهين في تلك الجزيرة النائية.
يصف "جولدينج" الفكرة الأساسية التي ترتكز عليها روايته تلك بقوله بأن موضوعها هو محاولة لتتبع نقائص وعيوب المجتمع، وإرجاعها إلى نقائص الطبيعة البشرية. والمغزى هو أن شكل أو نظام المجتمع ينبغي أن يعتمد على الطبيعة الأخلاقية للفرد، وليس على النظام السياسي مهما كان نظاماً منطقياً أو جديراً بالاحترام من الناحية الظاهرية.
والقصة بأكملها رمزية في طبيعتها، باستثناء مشهد الإنقاذ في نهاية الرواية، حيث تبدو حياة اليافعين جليلة ومشرفة وقديرة وبارعة، إلا أنها في حقيقة الأمر متورطة في نفس الشرور، مثل الحياة الرمزية للأطفال على الجزيرة، فالضابط الذي حال دون اصطياد إنسان وبدأ يستعد لنقل الأطفال من الجزيرة إلى سفينته الحربية سوف يبحر على الفور لاصطياده عدوه من الآدميين بنفس الطريقة الخالية من الرحمة أو العطف، ومن ذا الذي سينقذ الشخص اليافع وسفينته الحربية!!.. وتجدر الإشارة بأن رواية "جولدينج" هذه من الأعمال التي حازت على جائزة نوبل للآداب. إقرأ المزيد