تاريخ النشر: 01/04/2002
الناشر: مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
نبذة نيل وفرات:جمع "عبد الفتاح أبو مدين" في كتابه "الحياة بين كلمات" أفكار عدة انتقاها إما من ورقات عمل مؤتمر أو رسائل أو محاضرات أو ملتقى أو حديث أدباء أو تعليق يسير على بعض الموضوعات. وهي بمجملها مجموعة رسائل إما أن تأتي في حقل معرفي واحد أو في موضوع معين في ...كتاب. غير أن أهم ما يميز عبد الفتاح في كتابه هذا وضوح مقصده ببيان هدفه من كل كتابة، وتحديد أدواته التي يتوسل بها للغرض الذي يتوجه إليه، وخلص بذلك من شرك الدعاوى الكبيرة التي يقع فيها كثير من الكتاب حين ينصبون أنفسهم في ذات الوقت نقاداً وفلاسفة ومفكرين ومؤرخين، ثم يخلصون إلى ما أتهم به زكي مبارك أحمد أمين حين وصفه بأنه تكلم في كل فن ولم يكن في كل فن من أهله، مع ما تحمله هذه العبارة من حدة زي مبارك وشبهة هجوم الأقران. فأيد حديث يصف نفسه بقوله "إني امرؤ أعجبه هذا الشاعر أو ذاك فرغب في أن يصحبه وأن يستمع إليه ويعلق ما شافه التعليق بما تأثر به وأعجبه وأشار إلى ما لم يعجبه" وبذلك خرج من مأزق المناهج النقدية المحددة وطرائق البحث التاريخية واللغوية الصارمة، فهو لا ينصب نفسه ناقداً أو مؤرخاً أو أثرياً، ويصف عمله في كتابه بأنها وقفات ومعياره فيها الذوق والحسّ، فهو يكره المبالغة وبخاصة إذا تقاطعت مع عربيته وإسلامه، ويتضح ذلك جلياً في نقده لكتاب لويس عوض حيث يعرض آراءه على الآيات القرآنية، ويتميز غيظاً متى ما وجد تلك الآراء غير منسجمة مع آيات القرآن، كما تزداد انفعالاته حدة متى رأى الشاعر قد شطح في أبياته أو وجد تأويلاً لأحد الكتاب لبيت شعر على غير ما تقبله ذائقته أو صادف كلمة لا تعجبه من شاعر أو كاتب، وقبل هذا كله يظلّ الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين رائداً من رواد الصحافة ورائداً في إدارة الثقافة ورائداً في إنتاج الثقافة عبر المؤسسات، وبعد ذلك الأديب النهم للقراءة والكتابة، كشارب البحر كلما ازداد شرباً إزداد عطشاً. إقرأ المزيد