تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:أجمع مؤرخو النصرانية على أنه كان في القرون الأولى للمسيح عليه السلام أناجيل كثيرة، وأن رجال الكنسية قد اختاروا منها أربعة أناجيل، ورفضوا الباقي. وبالحقيقة إن إنجيل المسيح عيسى عليه السلام هو واحد، وهو عبارة عن هديه وبشارته بمن يجيء بعده ليتم دين الله الذي شرعه على لسانه وألسنة ...الأنبياء من قبله فكان كل منهم يبين للناس منه ما يقتضيه استعدادهم؛ وإنما كثرت الأناجيل لأن كل من كتب سيرته عليه السلام سماها إنجيلاً لاشتمالها على ما بشر به وهدى به الناس.
من تلك الأناجيل "إنجيل برنابا". وبرنابا حواري من أنصار المسيح الذين يلقبهم رجال الكنسية بالرسل. صحبه بولص زمناً بل كان هو الذي عرّف التلاميذ ببولص بعدما اهتدى. هذا وإن النسخة الوحيدة المعروفة الآن في العالم والتي نقل عنها هذا الإنجيل إنما هي نسخة إيطالية في مكتبة بلاط فيينا، وهي تعدّ من أنفس الذخائر والآثار التاريخية. وأول من عثر على هذه النسخة هو كريمر أحد مستشاري ملك بروسيا. ويميل الاعتقاد إلى أصل هذا الإنجيل العربي إذ لا يجوز اتخاذ عدم العثور على ذلك الأصل حجة دامغة على عدم وجوده.
وذهب المترجم إلى أن المطالع الشرقي يرى لأول وهلة أن لكاتب إنجيل برنابا إلماماً بالقرآن حتى أن كثيراً من فقراته يكاد يكون ترجمة حرفية أو معنوية لآيات لقرآنية، والمترجم بهذا الرأي يخالف جلّة كتاب الغرب الذين يزعمون بأن إلمام كاتب هذا الإنجيل بالإسلام قليل.
وهؤلاء يذهبون إلى أن الوسط الذي ظهر فيه الإنجيل إنما هو إيطالي نحو أوائل القرون الوسطى وأن كاتب هذا الإنجيل إيطالي من ذلك الزمن دليل أن مجمل روح الإنجيل وعباراته تدل على هذا الوسط.
وسواءً كان كاتب هذا الإنجيل يهودي الأصل أو نصرانيه، فمما لا شبهة فيه أن مسلماً، وكان بالإضافة إلى ذلك، على جانب كبير من الفلسفة وسمو المدارك وقوة الحجة وشدة العارضة وجلاء البيان، وأن الباحثة الفلسفية في الجسد والحسد والنفس من الوجهة الدينية هي من أسمى ما كتب الباحثون الدينيون في هذا الموضوع. إقرأ المزيد