تاريخ النشر: 03/03/2025
الناشر: هلا للنشر والتوزيع
نبذة الناشر: مُحالٌ ما حدث كيف سقطت، هل كانت تلك روحَ الشجرة التي انتقمت منِّي؟ قاومتُ الألم، وجاهدتُ نفسي لفتح عينيَّ، كانت الكلابُ اختفت، كان ألمُ الخوف من إضاعتها أقوى من ألم الارتطام، لكن لماذا لا أُحسُّ بألمٍ في جسمي؟ اعتدلتُ، حاولتُ النهوض، ...لكنَّ يدَيَّ قد اختفتا.. أنا جذعٌ فقط، لا أرجل ولا أيدٍ؛ ارتعبتُ، صرختُ، صرخاتي كانت مكتومة، نظرتُ إلى جسمي، كان عبارةً عن جذعِ شجرةٍ سوداء محترق، لا أستطيعُ الحركةَ مغروسةً في التربة، والنَّمل وجد مسارَهُ على جسمي مرورًا برأسي..
بدأت أغصانٌ تخرج مني تُكمِّم فمي وعيناي تدمعان، أنظرُ أمامي إلى شجرة السَّمر، ما زالتْ منتصبة، يحيطُها ثلاثةُ أطفالٍ يسكبون لها دماءً سائلةً من جِرارٍ طينيَّة.. أهكذا سيكونُ مصيري؟ أنا شجرةُ سَمرٍ أخرى تبكي ظلمًا أو قهرًا على أرواحِ الأطفال، ثُمَّ ظهرَتْ مرةً أخرى، عينان حمراوان كالدَّم، تمشي وتموء كالقِطَط، اقتربَتْ وألصقَتْ فمها بفمي المُكمَّم بأغصانٍ شائكةٍ ينزفُ دمًا، لا أقوَى على الصراخ، أغمضتُ عيني الدَّامعة، وكأنَّها اخترقتني وخرجَتْ مُكملةً طريقَها؛ انتابني إحساسٌ بأنَّها سَحبَتْ روحي وهي ماضيةٌ في طريقها، فاستسلمتُ لقضائي. إقرأ المزيد