امن مصر القومي في عصر التحديات
(0)    
المرتبة: 148,300
تاريخ النشر: 30/12/1998
الناشر: وكالة الأهرام للتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:لقد ترددت كثيرا قبل أن أمسك القلم لكي أسجل بعض الأحداث التي شاركت فيها.. في خدمة القوات المسلحة على امتداد ربع قرن، ثم في خدمة الديلوماسية لتسعة عشر عاما. فقد بدت لي المهمة صعبة والمسئولية شاقة والامانة خطيرة، لا يمكن القبول بها دون روية. فليس من اليسر أن يتجنب المرء ...تبريرا خاطئا لتقصير، أو تضخيما مفتعلا لإنجاز.. مما ينتقص من موضوعية رؤيته للأحداث وتفسيره لها.
وربما عزز من ترددي في بادئ الأمر، توافر عدد من المراجع المصرية والأجنبية السياسية والعسكرية.. والتي تغطي أحداث منطقتنا، حتى لم تعد هناك ضرورة لإضافة جديدة. ولكنني وجدت لنفس هذا السبب أن هناك ضرورة لإضافة. فالحقيقة لم تككن دائما كاملة.. وإن اكتملت فلم تكن دائما دقيقة، كما أن قراءتها ق اختلفت وتفسيرها قد تباين. ولهذا وجدت من واجبي أن أقدم لقارئ اليوم ومؤرخ الغد رؤيتي للأحداث التي عشتها.
ومن ناحية أخرى، فقد أثبتت أحداث النصف الأول من الثمانينات أن ما كنا نتطلع إليه من سلام ورخاء.. لم يكن غير تمنيات طيبة. فمع سقوط الرئيس السادات في أكتوبر 1981 صريعا برصاص معارضي سياسته.. وانسحاب القوات الاسرائيلية من شبه جزيرة سيناء.. تقريبا، توقفت مسيرة السلام وتمزق العالم العربي. وفي متصف الثمانينات كان الشعور المخيف الذي يسيطر على الكثيرين.. يزداد، فقد كان عالمنا العربي يقترب بسرعة من لحظة مواجهته للحقيقة.
ومن هنا أصبحت قراءة الماضي تستمد أهميتها من أجل أن نعزز ركائز قوتنا ونتجنب عوامل ضعفنا. إلا أنني أجد لزاما على أن أقرر. أن "الحقيقة" كما أرويها ليست بالضرورة "كل" الحقيقة، كما لا يمكنني الادعاء بأن تفسيري لها هو بالضرورة "أفضل" تفسير.
وفي النهاية، فإنني آمل أن أكون قد أسهمت -بهذا الجهد المتواضع- في عملية "مراجعة النفس" التي يعيشها المجتمع المصري منذ نهاية 1981.. بإعادة طرح الأحداث التي مرت بنا وتفسيرنا لها، حتى يمكننا بذلك أن نعين أجيالنا القادمة على مواجهة التحديات وصياغة مستقبلها، وهي أكثر ثقة في انتصارها. إقرأ المزيد