تاريخ النشر: 05/03/2023
الناشر: خاص - أحمد عبدالعزيز صالح
نبذة الناشر:لم تكن ليلة شتوية باردة كغيرها من ليالي يناير، بل كانت شديدة البرودة، وكأن السماء ستمطر ثلجا. اختفى اهل البلد خلف جدران منازلهم الطينية؛ يحتمون بها من برودة الجو وتلك الرياح عشوائية الحركة تعصف بأجسادهم المتلحفة بملابس رقيقة بالية، لاتصد عنهم البرودة، ولا تترك لهم فرصة للنجاة من انياب البرد ...القاسية إلا بتقوقع اجسادهم فوق اسطح الأفران؛ يأنسون بما تبقى بها من حرارة.
الحواري والدهاليز خالية تماما من المارة، فقط الكلاب الجائعة تعدو من حين الى حين في الظلام؛ تبحث عن بقايا طعام بحاسة الشم، فلا جدوى لأبصارهم في ليلة حالكة الظلمة كتلك التي غاب عنها القمر، وقد قرر القمر مثلها الإنزواء والإحتماء من البرد خلف السحب الكثيفة. مات الكثيرون، جراء انتشار الكوليرا، تعاملوا مع المرض القاتل كما لو كان قاطع طريق يتربص بهم بالشوارع المظلمة، يتجنبون الخروج ليلا، لانتهاء المصالح، بينما ومع شروق الشمس يهرولون لأعمالهم؛ ظنا منهم أن القاتل وغد عربيد، يتجول ليلا، وينام بالنهار، متجنبا أشعة الشمس. إقرأ المزيد