تاريخ النشر: 26/07/2022
الناشر: مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون 10 أيام
نبذة الناشر:التقيت نجيب محفوظ مرتين في حياتي وحياته، المرة الأولى حينما دعاني الشاعر الراحل عبد المنعم الأنصاري إلى حضور مجلس توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وثروت أباظة عندما كانوا يحضرون إلى الإسكندرية في فصل الصيف، ويستقبلون أدباءها في مقهى الشانزليزيه المطل على البحر المتوسط بحي لوران، بعد أن تهدم مقهى بترو، الذي ...كان يمنح صاحبه الخواجة بترو فنجان قهوة مجانيا لتوفيق الحكيم، في الركن الذي أُطلق على اسم صاحب " عصفور من الشرق ".
ذهبت مع الأنصاري إلى هذا المقهى صبيحة أحد الأيام الصيفية في عام 1980، قدمني إلى توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، وقال لهما أحمد شبلول من شعراء الإسكندرية الشبان، وكنت أراهما وجها لوجه لأول مرة في حياتي، فسلمت عليهما، وجلستُ إلى جوار توفيق الحكيم الذي كان يجلس بجوار النافذة، وتشغله تحيات المارة بطريق الكورنيش.
أما نجيب محفوظ، فقد كان يجلس على الجانب المقابل من المائدة المستطيلة، ولاحظتُ أنه يرشف رشفة واحدة من فنجان القهوة الذي أمامه، ويتركه، إلى أن يرفعه الجرسون، وأبديت هذه الملاحظة للأنصاري، فأخبرني أن هذا الأمر من عادات نجيب محفوظ. وكان الحديث الرئيسي في هذه الجلسات عن زيارة السادات للقدس واتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع إسرائيل التي كان يبدو أن توفيق الحكيم مرتاح لها، ونجيب محفوظ يؤيدها.أما المرة الثانية، فكانت في شارع شكور باشا، الذي يقع بين شارعي السلطان حسين وسعد زغلول بمحطة الرمل, وبعد أسابيع قليلة من مقابلتي له في الشانزليزيه, يبدو أنه كان خارجا من "مطعم محمد أحمد"، فقد اكتشفت بعد ذلك توقيعه على قائمة الطعام المطبوعة التي يقدمها المطعم مصورة لمرتاديه للأختيار بين الأطعمة المختلفة، والتي أشهرها الفول والفلافل " الطعمية " بطبيعة الحال. إقرأ المزيد