المسئولية المدنية فى مرحلة التفاوض " دراسة فى القانونين المصرى والفرنسى "
(0)    
المرتبة: 47,998
تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: خاص- محمد حسام محمود لطفى
نبذة المؤلف:تعد عملية التفاوض من أعقد العمليات على الإطلاق ففيها محاورة ومراوغة، وكر وفر، وإقبال وإدبار، وإصرار ومثابرة، فيستعرض كل متفاوض مهاراته في هذا كله فيأخذ ويعطي بغرض "تحسس المصلحة" و"وجس النبض" و"تكوين فكرة عن التعاقد" قاصدًا الوصول إلى مرامه وتحقيق غايته بما يتضمن له عدم الالتزام بالعقد إلا في اللحظة ...التي يريدها مع ضمان التزام المتفاوض معه بأكبر قدر من الالتزامات ليضيق عليه الخناق، فهي لذلك فترة استكشافية (Periode exploratoire) يتلمس فيها كل طرف طريقه إلى العقد في جو من التردد والحذر.
وتظهر الحاجة ماسة إلى التفاوض في الكثير من العقود، لا سيما ذات الأهمية المالية العظيمة مثل عقود التنقيب عن المعادن (الذهب أو البترول... إلخ)، وعقود التوريدات الضخمة، وعقود الإنشاءات الهندسية الميكانيكية والمدنية والكهربية، وننوه بأن معظم هذه العقود تتولى تنفيذها شركات عملاقة متعددة الجنسيات أو القوميات تسعى في جو من المنافسة التامة إلى حصد ثمار تحرير التجارة العالمية لا سيما بعد توقيع اتفاقية الجات G.A.T.T (دورة أورجوي). ويزداد الأمر تعقيدًا مع تعقد العلاقات داخل دنيا الأعمال وتشابكها نتيجة انفتاح الأسواق العالمية أمام الجميع، وظهور الشركات المتعددة الجنسيات والقوميات وما صاحب ذلك من عقبات لغوية.
وليت الأمر توقف عند حد اختلاف اللغة وتباين الثقافات القانونية بل جرى العمل على تحرير أوراق، لا تدخل تحت حصر، يطلق على أغلبها أوراق سكرتارية Documents de secretariat، موقعة من طرف أو أكثر من الأطراف المتفاوضة. وتتفاوت في قيمتها القانونية، فمنها ما هو عديم القيمة حيث لا يولد إلا التزامات أدبية بحتة، ومنها ما يولد التزامات قانونية حقيقية.
لذا يقودنا المنطق إلى التمهيد لدراسة المسئولية المدنية في مرحلة التفاوض بيان ماهية الالتزامات التي تثقل كاهل كل متفاوض وذلك بهدف الاستيعاب الكامل للمشكلة (الفصل الأول)، فإذا ما تم ذلك أمكن تحديد الطبيعة القانونية لمسئولية المتفاوض عند انتهاك هذه الالتزامات التي استخلصناها من دراستنا للفقه والقضاء (الفصل الثاني) وبعد أن نوضح الطبيعة القانونية نعكف على دراسة الجزاءات المتصورة حيث لن يكون مقبولًا الحديث عنها إلا بعد التعرف على هذه الطبيعة (الفصل الثالث) فإذا ما انتهينا من ذلك كله كان واجبًا إفراد خاتمة الدراسة لعرض ما توصلنا إليه من نتائج وما نوصي به في نهايتها من نصائح يتعين أن يتبعها كل متفاوض. إقرأ المزيد