تاريخ النشر: 01/03/1996
الناشر: المجلس الأعلى للثقافة
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب يضم عدة دراسات نقدية متنوعة تتناول السينما العالمية بمناسبة مرور مائة عام على نشأتها كاختراع فني وتكنولوجي طوعه الإنسان ليصبح بعد فترة وجيزة من أهم الوسائل الفنية والثقافية والإعلامية التي تستطيع إضافة بعد جديد في تناول الحياة والمجتمع والإنسان. وتناول أصحاب هذه الدراسة، السينما كوحدة متكاملة من ...الرموز والدلالات التي تتعامل مع خصائص الإنسان في مختلف المجتمعات وتعرض ملامح من الثقافات المتنوعة بتوجهاتها الفكرية، في محاولة جادة لتفسير ما قدمته هذه التجارب بالصورة والكلمة، إبداع هذا الإنسان هنا وهناك وتجاربه المختلفة، لتقريب المفاهيم ولتأكيد بصحة المجتمع الإنساني وما حققه في مجالات الإبداع الفكري والفني، وتعكس من خلال ذلك روح العصر في كل مرحلة.
هذه المبادرة النقدية هدفها إبراز أهمية السينما العالمية كوسيلة كرصد أحداث التاريخ وتتبع آمال وآلام المجتمع طوال القرن العشرين في محاولة رصد لواقع السينما ووظيفتها الاجتماعية وشروط إسهاماتها كأداة فاعلة في تطوير الإنسان وتأكيد هويته الثقافية ومكوناتها فضلاً عن الإشارة إلى البعد الجمالي والإبداعي الذي تطرحه مفرداتها اللغوية وأنظمتها الإشارية وديناميتها في التأثير الاجتماعي، بالإضافة إلى تحليل ونقد الخطاب السينمائي وطبيعة تأثيراته.
ونظراً لتعدد التجارب السينمائية على مستوى العالم فقد رأى من المناسب عدم تناول التجارب السينمائية للدول أمريكا اللاتينية والدول الأفريقية والدول العربية التي تربط بينها سمات وملامح مشتركة وإطار متشابه وإن اختلفت طبيعة ودوافع كل تجربة فيها. ومن هذا المنطلق تتناول تلك الدراسات التي يتناولها هذا الكتاب بالتحصيل تجربة كل بلد من البلدان المختارة وتقييمها وتوضيح الصبغة الغالية على خطابها السينمائي ومكانة هذه الأعمال ضمن هذا الكم من الرصيد السينمائي العالمي.
مع الإشارة ضمنياً إلى بعض العناصر التي تتصف بها أشكال ومضامين وأساليب السينما التجارية التي قد تعمل على تشويه رؤية البعض للعالم. فضلاً عن إبراز الأسس الجمالية والإبداعية ووظيفتها كإطار يضم العديد من المضامين الفكرية. وتبدو أهمية هذه الدراسات في أنها تضم أهم التجارب السينمائية الرائدة في العالم مع التركيز بشكل عام على مستويات تلك التجارب ومدى تباين معالمها الاجتماعية السياسية والاقتصادية... وانعكاس تلك السمات على الإنسان والمجتمع وعلاقة ذلك بقضايا الهوية الثقافية، وبمعنى آخر كيفية طرح هذه الأفكار والأيديولوجيا وأهدافها الظاهرة منها والمستتر عبر الإنتاج السينمائي.
وهذه المحاولة الجادة لرصد واقع السينما العالمية توضح وظيفتها الاجتماعية وفاعليتها كأداة للتأثير والإقناع كما تبرز الحالات الخاصة التي تستغل فيها السينما كوسيلة لتبني أفكار ومواقف من شأنها تغيير المعتقدات والمفاهيم حول الأحداث التاريخية والاجتماعية، أي تبرز إمكانية استغلال الخطاب السينمائي لتشكيل رأي عام مصطنع ومعاد لقضايا إنسانية عادلة. إقرأ المزيد