تاريخ النشر: 11/11/2014
الناشر: كيان للنشر والتوزيع
نبذة المؤلف:تلقفتها الشوارع المكتظة. تندفع وسط زحام البشر في الطرقات والأزقة، نقطة فوق حرف من كلمة في حكاية. اندلعت الألوان والأصوات والروائح واستشرت في حواسها دفعة واحدة، فجفلت لحظة كما يجفل من صافح النور المبهر عينيه من بعد طول عتمة. قطرة قطرة، تسرب إلى داخلها العالم الخارجي كالماء المنسال من بين ...أصابع الكفين تتشربه التربة العطشى بحنين البيداء للمطر. تشربت حواسها كل شيء بنهم، ومع تشبع الحواس وارتوائها تحركت بذور المعاني الكامنة بداخلها. تفتل حبال الحكاية من زرقة السماء وهشاشة الغيم.. من الألوان المتنافرة لغسيل منشور وملابس معروضة على الأرصفة وفي الواجهات الزجاجية.. من سمرة الوجوه وضجيج الطريق الذي ارتسمت ملامحه من الأسفلت المتكسر، وتشكيلات الطين الجاف المتخلف بعد جفاف الماء المتسرب من البالوعات وغسيل السيارات.. من رائحة التربة والتراب وعربات الفول المدمس والكبدة مجهولة الهوية وعرق المارة.
تأملت الوجوه العابرة والمتراصة على المقاهي. لكل وجه حكاية تكتبها بمخيلتها. تحصد سنابل الكلمات والمعاني من بقايا الأحاديث المترامية ومن فوق الشفاه ومن داخل النظرات المعلقة في الأعين. تلتهم بعينيها كل المرئيات وتتحرك أرنبة أنفها كالأرنب وهي تستنشق الروائح وتلفظها في ذات الوقت. تكتب بحواسها قبل عقلها فصول ألف حكاية وحكاية. امتد حبل الرواية الموصول من بين حناياها وتضافر مع حبال الحكايا من حولها، فاكتملت المعاني وضمنت لذاتها الاستمرارية والبقاء. تعلق بأذنها صليل الصاجات النحاسية لبائع العرقسوس فالتفتت لتراه يؤدي رقصته، يدور بجذعه دورتين ثم يميل يمينًا وهو يحمل بيده الممتدة الكوب، يقربه ويبعده حتى تتوج هامته الرغوة، خلاصة الحكاية والكلام المباح. إقرأ المزيد