تاريخ النشر: 09/03/2014
الناشر: نور المعرفة
نبذة المؤلف:الهجاء عكس المدح، ويقصد به تحقير وتصغير الآخر او الأخرين عن طريق ذكر مثالبهم مع الكثير من الادعاء بقصد المبالغة، هجا العرب بعضهم بعضاً سواء في شكل فردي او جماعي، الفردي يوجه إلي شخص بعينه، قد يكون هذا الشخص هو الرجل الذي تتفاخر به قبيلة أخري فيكون سبب الهجاء تحقير ...أعظم من فيهم وهذا بدورهم يقلل منهم.
ولعل أسوأ انواع الهجاء هو الخلقي والعرضي أي الذي يذم الآخرين علي أساس جسدهموأعراضهم كما يقول المتنبي في كافور الإخشيدي: من علم الأسود المخصي مكرمة، أقومه البيض أم أجداده الصيدُ، أم أذنيه بيد النخاس دامية، أم قدره وهو بالفلسين مردودُ.
او قول إبن الرومي: وجهك يا عمرو فيه طولٌ وفي وجوه الكلاب طوٌل
وكان شعر العصر الإسلامي الأخف حدة حيث هذب الإسلام الطباع و كان الغالب علي الشعر هو الدفاع عن الإسلام قبل آي شيء أخر وقد يكون هذا في صورة هجاء الخصوم.
لكن هذا الغرض عاد للإزدهاء من جديد في العصر الآموي بسبب كثرة الجماعات ما بين أمويين وشيعة وخوارج فخرج أسوأ ما يمكن ان نطلق عليه الهجاء السياسي، أما في العصر العباسي فقد اختفت النزعة القبلية وظهرت القومية بسبب الحركات الشعوبية لكن ظل الهجاء الفردي قائماً ويكفي أن نذكر في هذا الشأن اسم ابن الرومي، وبوجه عام يمكن القول أن إن كثيراً كان يهجون لمجرد كتابة الشعر وليس للهجاء نفسه، لذا ليس غريباً حين نقرأ شعر لرجال هجوا أهلهم وهجوا انفسهم ايضاً. إقرأ المزيد