تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: كيان للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة الناشر:تبدأ أحداث الرواية بمحاولة بطلها واصل تحقيق أمنية عجوز، وهي "رؤية الله"، نظراً لعمله بشركة تحرص على تحقيق أمنيات المرضى المستعصية حالاتهم.
لتحقيق هذه الأمنية، يقودنا الراوي في رحلة مع البطل للبحث عن الله في طريق الروحانية.
خلال هذه الرحلة، يمر واصل بمخاض فكري وروحي، مما يؤدي إلى الراحة والسكينة وإشباع ...العطش الروحي، ويشعر بوجوده الداخلي.
وصف الكاتب ذلك بأنه كان في حالة وجد عميق جعلت من روحه صافية، تطير بحرية في رحاب الله.
بعد أن كان الأمر مجرد مهمة لخدمة العجوز، تحول إلى أمر شخصي وصل إلى أعماقه، وأصبح يطرق كل باب قد يفتح أمامه دربًا للإجابة عن الأسئلة الساكنة داخله.نبذة المؤلف:من أعمق مخبأ من مخابئ صدره خرج النداء، خرج من يقين لا يتفتت ولا يتناقص، خرج متصاعدًا متناغمًا مع تضاؤل نفسه، متضخمًا بتوازي كامل مع اضمحلال شخصه.
تحركت شفتاه مع كل ذرة من ذرات يقينه وتصميمه، تحركت طالبة الغوث مع انعدام الحيلة، مع يقين الضعف والتلاشي، صار الله هو كل شيء، وصار واصل صفرًا في نظر نفسه، فنطق بهدوء يشبه الصراخ المدوي وبتوازن يشبه البكاء وبرقي يشبه النحيب:
يا الله.. يا الله..
نطقها دون حتى أن يطلب أي شيء، لم يكن الطلب أو الدعاء هو المهم الآن، لكن اليقين هو ما جعل الشفاه تتحرك بتوق القلب وشفاء الروح وملجأ النفس.
كان يريد أن يطفئ لهيب خوفه بسلام من الله، في لحظة انعدام شخصه مع تكامل وجود الله في روحه، ويا لها من لحظة.
خرج النداء من شفتيه ونظر إلى السماء تاركًا حذره تجاه المخلوق الذي أمامه، نظر في سواد مضيء، مضيء لا بالنجوم ولا بالقمر، لكنه سواد أصابه النور من عمقه، لربما كان متوهمًا في تلك اللحظات لكنه كان يستطيع لمس نور لا يمكن تجاهله في عمق العتمة.
أغمض عينيه وخرجت الكلمة مرة أخرى.. ربما قالها مرة وربما كررها مرات لا تحصى، لن يعرف إلا الله كم مرة خرج النداء المعافى من صدر واصل في هذه الليلة.
هبطت السكينة كغلالة باردة فوق نبضات قلبه المرتجفة فلمست الارتجاف وحولته إلى سكون.
ربما هبطت السكينة من السماء، وربما هو الذي قد زحف باتجاه السكينة السماوية، لم يكن هناك فرق في تلك الآونة، فالمهم أخيرًا أن السكينة المنشودة قد عرفت طريقها إلى صدره المتشنج.
تنفس بهدوء كامل، عب من ذلك العبق المنتشر ليغرسه في رئتيه، تشرب البرودة الهوائية والرطوبة التي تضافرت فيها السكينة والعتمة المضيئة، ثم فتح عينيه. إقرأ المزيد