أرخص ليالي
(0)    
المرتبة: 28,480
9.00$
الكمية:
شحن مخفض
تاريخ النشر: 01/08/2015
الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر
نبذة الناشر:بعد صلاة العشاء كانت خراطيم من الشتائم تتدفق بغزارة من فم عبدالكريم فتصيب آباء القرية وأمهاتها، وتأخذ فى طريقها الطنطاوى وأجداده, والحكاية ان عبد الكريم ما كاد يخطف الاربع ركعات حتى تسلل من الجامع ومضى فى الزقاق الضيق وقد لف يده وراء ظهره وجعلها تطبق على شقيقتها فى ضيق وتبرم, ...وأحنى صدره فى تزمت شديد وكأن أكتافه تنوء بحمل (البشت) الثقيل الذى غزله بيده من صوف النعجة.
ولم يكتف بهذا بل طوى رقبته فى عناد وراح يشمشم بأنفه المقوس الطويل الذى كله حفر سوداء صغيرة, ويزوم, وقد أطبق فمه فانكمش جلد وجهه النحاسى الاصفر, ووازت أطراف شاربه قمم حواجبه التى كانت ماتزال مبللة بماء الوضوء.
والذى بلبل كيانه, انه ما أن دخل الى الزقاق حتى ضاعت منه ساقاه الغليظتان المنفوختان, ولم يعد يعرف وضع قدميه الكبيرتين المفلطحتين اللتين تشقق أسفلهما حتى يكاد الشق يبلع المسمار فلا يبين له رأس
ارتبك الرجل رغم القسوة التى ضم بها نفسه لان الزقاق كان يمتلئ بصغار كالفتافيت يلعبون ويصرخون, ويتسربون بين رجليه, ويسرح واحد من بعيد وينطحه, ويشد آخر (البشت) من ورائه, ويصيبه شقى بصفيحة فى أصبع قدمه الكبيرة النافرة عن بقية أصابعه.
ولم يستطيع ازاء هذا كله الا أن يسلط عليهم لسانه, فيخرب البيوت فوق رؤوس آبائهم وأجدادهم, ويلعن الداية التى شدت رجل الواحد منهم, والبذرة الحرام التى أنبتته.
ويرتعش عبد الكريم بالحنق وهو يسب ويمخض ويبصق على البلد الخائب الذى أصبح صغار فى صغار ويتساءل, و (بشته) يهتز, عن معمل التفريخ الذى يأتى منه من هم أكثر من شعر رأسه, ويزداد غيظه وهو يطمئن نفسه ان الغد كفيل بهم, وان الجوع لامحالة قاتلهم, و (الكوريره) سرعان ماتجئ فتطيح بنصفهم. إقرأ المزيد
أرخص ليالي
(0)    
المرتبة: 28,480
تاريخ النشر: 01/08/2015
الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر
نبذة الناشر:بعد صلاة العشاء كانت خراطيم من الشتائم تتدفق بغزارة من فم عبدالكريم فتصيب آباء القرية وأمهاتها، وتأخذ فى طريقها الطنطاوى وأجداده, والحكاية ان عبد الكريم ما كاد يخطف الاربع ركعات حتى تسلل من الجامع ومضى فى الزقاق الضيق وقد لف يده وراء ظهره وجعلها تطبق على شقيقتها فى ضيق وتبرم, ...وأحنى صدره فى تزمت شديد وكأن أكتافه تنوء بحمل (البشت) الثقيل الذى غزله بيده من صوف النعجة.
ولم يكتف بهذا بل طوى رقبته فى عناد وراح يشمشم بأنفه المقوس الطويل الذى كله حفر سوداء صغيرة, ويزوم, وقد أطبق فمه فانكمش جلد وجهه النحاسى الاصفر, ووازت أطراف شاربه قمم حواجبه التى كانت ماتزال مبللة بماء الوضوء.
والذى بلبل كيانه, انه ما أن دخل الى الزقاق حتى ضاعت منه ساقاه الغليظتان المنفوختان, ولم يعد يعرف وضع قدميه الكبيرتين المفلطحتين اللتين تشقق أسفلهما حتى يكاد الشق يبلع المسمار فلا يبين له رأس
ارتبك الرجل رغم القسوة التى ضم بها نفسه لان الزقاق كان يمتلئ بصغار كالفتافيت يلعبون ويصرخون, ويتسربون بين رجليه, ويسرح واحد من بعيد وينطحه, ويشد آخر (البشت) من ورائه, ويصيبه شقى بصفيحة فى أصبع قدمه الكبيرة النافرة عن بقية أصابعه.
ولم يستطيع ازاء هذا كله الا أن يسلط عليهم لسانه, فيخرب البيوت فوق رؤوس آبائهم وأجدادهم, ويلعن الداية التى شدت رجل الواحد منهم, والبذرة الحرام التى أنبتته.
ويرتعش عبد الكريم بالحنق وهو يسب ويمخض ويبصق على البلد الخائب الذى أصبح صغار فى صغار ويتساءل, و (بشته) يهتز, عن معمل التفريخ الذى يأتى منه من هم أكثر من شعر رأسه, ويزداد غيظه وهو يطمئن نفسه ان الغد كفيل بهم, وان الجوع لامحالة قاتلهم, و (الكوريره) سرعان ماتجئ فتطيح بنصفهم. إقرأ المزيد
9.00$
الكمية:
شحن مخفض
هذا الكتاب متوفر أيضاً كجزء من العرض
- الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
- الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً
لايوجد بنود
معلومات إضافية عن الكتاب
لغة: عربي
طبعة: 5
حجم: 20×14
عدد الصفحات: 215
مجلدات: 1
- الأكثر شعبية لنفس الموضوع
- الأكثر شعبية لنفس الموضوع الفرعي
لايوجد بنود
دور نشر شبيهة بـ (دار نهضة مصر للطباعة والنشر)