تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: الشركة العالمية للطباعة والنشر
نبذة المؤلف:جورج أحد البشر الذين يتعايشون هنا. وتحديداً هو من نوع البشر الذين يتبرعون للمكان بكونهم يشغلونه. بالطبع لن يجده المحلفون مذنباً. ولكن يمكن مساءلته بوجه من الوجوه.
مما هو أكيد أن جورج لن يتضرر في شئ حين يسخط قائلاً:
هذه قسوة لا يحتملها حجر. لا يمكن أن تتجاهلني بكل هذه ...العفوية المهينة وكأنها تعطس. لابد أنها تحرض عينيها علىّ. كي تبردان حتى يسقط بيني وبينها دهر من الجليد وانعدام الحياة. كيف يا جولي؟ كيف وهو بلا عقل؟ أمثل فوكنر هذا يرافق سوى في جريمة؟
كانت جولي قد بلغت متجر جورج. الذي تخلى عن سخطه واحتجاجاته تلك كي يتهجاها قبل أن تبتدره:
صباح الخير يامستر جورج.
مرحباً يا جولي. كيف أنت؟
أريد بعض الخبز وعلب الطعام يا جورج.آه.. وزيت طهي لو أمكن.
يبدو أن معك ضيوفاً؟
.. إذن؟
أجابها جورج بعد أن مسح ذقنه بساعده. كأنه سيضيف إلى وجهه بتلك الحركة ملمحاً سيجعله مهماً:
لماذا تحدقين عليّ يا جولي؟
لن أبدد عمري كله في منعك من التطفل. لماذا لا تكف أنت عن فرض نفسك عليّ؟
على الأقل بيننا معرفة.
ولكنك تريد تطويرها إلى وصاية.
أنت تتعمدي إهانة كبريائي يا جولي.
ابتعد بها عن طريقي إذن إن كانت تهمك.
ولكن لصالح من؟ ذلك الرجل المختل...
فركت جولي خاتمها كعادتها في الغضب، ثم قالت له بطريقة تهتم بكل كلمة على حدة:
جورج. لو قصدت المحطة لكنت الآن قد أتيت بأغراضي من المكسيك.
تلفت جورج حوله بضياع مستنفر ثم زفر مجيباً:
فليكن.. ها هي الأغراض. ولكن سيبقى ذلك الرجل...
لم تنتظر جولي لتسمع تعريف جورج لذلك الرجل. فقد أخذت حاجياتها وأسرعت مبتعدة قبل أن تلفظ كلمة شكراً كقطعة علك متسخة. إقرأ المزيد